2022/12/30 15:28

متابعة السؤال عن الفرائض الدينية


من أهم مسؤوليات راعي البيت ورب الأسرة أن يسأل رعيته عن أداء واجباتهم، كما أن عليه أن يتعرف على مطالبهم.. تماماً كما يفعل المسؤول مع مرؤوسيه في أي عمل، فيحاسبهم على التقصير ويكافئهم عند الإجادة.
وباختصارٍ.. فإن المطلوب من هذا الذي ولاه الله -عز وجل- راعياً على أسرته أن يقودهم إلى تطبيق شرع الله تعالى على نفسه وعلى رعيته، فيسأل ولده: هل أديت الصلاة؟.. هل أتممت صيام اليوم من رمضان؟ سؤال عن الصلاة، وآخر عن الصيام وثالث عن صلة الرحم وهكذا...
على كل والدٍ في أرض الإغتراب من المسلمين أن يعيد حساباته فيما يتعلق بتربية الأولاد تجاه الفرائض الدينية التي أمرنا بها الإسلام وأن يديم السؤال على أولاده بلا مللٍ ولا ضجرٍ، وأن يكون سؤاله بلا تعنتٍ ولا إرهاقٍ، وعليه كذلك أن لا يبدي أية تساهل وعدم التضايق من أولاده عند التقصير وعليه أن يسلك من الطريق أوسطها بالحكمة والتي هي أحسن.
أما إذا أغفل الوالدان هذه المتابعة فإن الولد سينشأ خاملاً من مواهب الخير متفاعلاً مع كوامن الشر التي تتراقص حوله على كل سبيل.
ويزداد الخطر وتعظم البلوى حينما يكون الوالدان أو أحدهما قدوة سيئة لأولاده في الصد عن سبيل الله، وإذ بالولد أو الفتاة يشاهدان الوالدين أو أحدهما خاوي الوفاض من التدين ومنقطع الصلة بالله -عز وجل- فلا صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا تقوى، بل يجد منه جراءة وإصراراً على المعاصي وبمرور الأيام سيقيم الولد قدوته السيئة المتمثلة في أبيه وأمه كما قال القائل:

إذا كان ربُّ البيتِ بالدفِّ ضارباً فشيمةُ أهلِ البيتِ كلِّهِمُ الرقصُ

ويوم القيامة سيعذّب الوالد في النار أمام عيني ولده، لكونه لم يقم بوعظه وسؤاله عن أداء فرائض الله، وسيُعذّب الولد أمام عيني ولده لكونه لم يطع والده في أداء هذه الفرائض الدينية قال الله تعالى:{ يُبَصَّرُونَهُمْ ..} يرى الوالد ولده، ويرى الولد والده وهو يعذب في النار { يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ } ( المعارج: 11) ، وهذا يبين مسؤولية الوالد عن الولد، فالوالد راعٍ والأم كذلك، ومن صفات القائد أن يديم سؤال رعيته عن أداء واجبهم.