موقف أسماء مع امها المشركة
كانت أسماء بنت أبي بكر -رضي
الله عنها- تقيَّة، لا تداهن في دينها وتقف عند حدود الله، فقد كانت أمُّ أسماء
تُدعى قُتَيْلة وكانت مشركةً، وكانت متزوِّجة من أبي بكر قبل إسلامه، وطلَّقها في
الجاهليَّة، وقد رُوي أنَّها جاءت تزور ابنتها أسماء، وكانت تحمل معها الهدايا
وزبيباً وسمناً، فلم تقبل أسماء هديَّتها قبل أن تتأكد من رسول الله.
وطلبت من أختها عائشة -رضي
الله عنها- أن تسأل رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-، فأذن لها أن تُدخلها وتقبل
هديتها، ونزل قول الله -تعالى-: (لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ
يُقاتِلُوكُمْ في الدِّينِ).
وهذا لا يعني أنَّها تتصف
بعقوق الوالدين وليست بارَّةً بأمِّها، فقد ثبت عنها أنَّها قالت لرسول الله -صلّى
الله عليه وسلّم-: (يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ أُمِّي قَدِمَتْ عَلَيَّ وهي رَاغِبَةٌ
أَفَأَصِلُهَا؟ قالَ: نَعَمْ صِلِيهَا).