2022/12/31 07:45

الاستعداد لرمضان للشباب

الاستعداد لرمضان

يتحقق التحول في الشخصية نحو الصلاح في رمضان وبعده لما تتكامل ثلاثة أسباب: الرغبة والعلم والعمل، فحينما ييسر الله تعالى للإنسان أسباب الهداية ويشرح صدره ويجعله راغبا في طلب الصلاح، له أن يستنير بالعلم النافع، وينخرط في العمل الصالح بهمة وعزم وإرادة، فلا تفوته مواسم الخيرات وينهل منها كأنما وجد جوهرته المفقودة، ونال بغيته البعيدة. إنه رمضان فرصة العمر، كيف نستقبله؟ كيف نستعد له؟ كيف نخطط لأيامه وليليه؟ وساعاته وثوانيه؟ يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كم كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات 6.

*
الرغبة: لابد لك أيها الشاب المسلم أن تجس نبض إيمانك مع اقتراب رمضان فإذا وجدت بقلبك شوقا متقدا للقائه فاحمد الله، واستزد من فضل الله، فالقناعة من الله حرمان، وإن وجدت غير ذلك فاتهم نفسك، واحملها على الإقرار بفضائل هذا الشهر الكريم، وخط لها خطة توبة نصوح تجبُّ ما قبلها، وجدد النية بأن تكون خالصة لوجه الله الكريم، فإنما الأعمال بالنيات.

*
العلم: أيها الشاب المسلم! العلم مفتاح العمل، وقد يسر الله تعالى سبل العلم في هذا الزمان، تزود من العلم النافع، وهل أنفع من علم يقربك من ربك، علم بما افترضه الله عليك؟ وهل شيء أحب إلى الله مما افترضه عليك: الصلاة والصيام؟ ارجع إلى أحكام الصلاة والصيام والقيام، واقرأ شيئا حول فضائل رمضان، وعمل اليوم والليلة من رمضان. ارجع إلى كلام الله وأحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في رمضان، وراجع كلام العلماء العاملين الربانيين. ليستنير عقلك ويشرق قلبك استعدادا لرمضان، ثم خط لنفسك برنامجا لعمل اليوم والليلة مع ترتيب الأولويات

*
العمل: ها قد تاق قلبك لرمضان واستنار سبيلك بالعلم، ورمضان من غد يحل، فهيا إلى تصديق رغبتك وعلمك بالعمل! ابدأ من أول ليل، ولا تحدث نفسك بالتسويف فإن الوقت الذي مضى لن يعود، وإن من طبائع النفس الفتور، وليكن قدوتك في ذلك نبيك صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل شهر رمضان شد مئزره وأيقظ أهله. وعلى سنته سار السلف الصالح يجتهدون في الطاعات والقربات، وينقطعون لتلاوة القرآن والصلاة آناء الليل وأطراف النهار. خط برنامجك لرمضان من أذان المغرب إلى أذان المغرب من أول ليلة إلى آخر نهار من أيام رمضان: ما هي العزائم التي ستستقبل بها رمضان؟ ما الأعمال التي ستكون محور برنامجك لرمضان؟ ما هي الأولويات؟ كيف ستستثمر وقتك؟ كيف توازن بين الطاعات والدراسة؟ هل لك أعمال أو عادات ستتخلى عنها بقدوم رمضان؟