إن إهمال الواجبات المنزلية
، ليس هو المشكل بل هو من مظاهر انعدام المسؤولية و كره الدراسة ، بسبب تصورات
الطفل و عدم تفهمه لأسباب هذه التمارين الإضافية , بل ربما يعتبرها شكلا من أشكال
العقاب غير المبرر .
أسباب الظاهرة تتنوع و تختلف
حسب الحالة لكني سأحاول إجمالها في النقط التالية :
من طرف الأساتذة :
عدم تحبيب المادة لتلاميذ
يعتبر أهم محاور المشكل لأن الطفل إذا أحب شيئا فعله مباشرة دون دفع أو إجبار ، بل
و يفعله و هو مستمتع كأنه يلعب بلعبة محببة إليه .
ثم عدم شرح التمارين و
أسبابها لتلاميذ يجعلهم يحكمون مخيلتهم الواسعة وتصوراتهم الخاطئة و يعتبرون
الأعمال المنزلية عقابا بدون ذنب.
من طرف الآباء :
عدم تشجيع الآباء الأبناء
على القيام بالواجبات المنزلية ، فكثيرا ما يكون أصل المشكل من تهاون الآباء في
دفع أبنائهم لإنجاز و واجباتهم المدرسية ، وهذه قصة حقيقة قصتها أم في إحدى
القنوات الفضائية ليستفيد منها الآباء،
تحكي الأم فتقول :
عندي بنت أدخلتها المدرسة
وهي مازالت صغيرة ، كانت تقرأ نصف يوم ، كلما عادت من المدرسة مساءا سألتها عن
أحوال المدرسة و كيف تعاملت مع أستاذتها و زملائها ، كانت إجابتها جيدة و قد طلبت
مني الأستاذة القيام بواجب منزلي " نقل جملة واحدة " ، قلت لها كُلي ثم
شاهدي التلفاز قليلا لنقوم بالواجب سويا ، بعد أن أكلت و عند مشاهدتها لتلفاز نامت
، ولم أستطع إيقادها لأنها صغيرة و تعبت من المدرسة ،؛ فأخذت كتاب الواجب وقمت
بنسخ الجملة بيدي اليسرى لكي لا تكتشفها المربية ، في اليوم التالي سألتها عن
أحوال المدرسة و الواجب فقالت : جيدة و أعطتني المربية نجمة (أي قمت بالواجب بشكل
جيد ) ، فقلت لها هل عندك واجب اليوم قالت : نعم نقل جملة أخرى فقلت كُلي وشاهدي
التلفاز قليلا لنقوم بالواجب معا ، ونفس الشيء حدث نامت و هي تشاهد التلفاز ، و
أنا أعدت نفس الفعل نقلت الجملة بيدي اليسرى ، في اليوم الثالث عند عودة ابنتي من
المدرسة سألتها عن المدرسة والواجب ، فقالت : جيد و أعطتني المربية نجمة ثم قالت
عندي واجب نقل جملة ، فقلت لها كلي و شاهدي التلفاز و لكن لا تنامي هذه المرة لنقوم
بالواجب معا ، فقالت لا يا أمي فالواجب " حَيْ حُل نفسُ بنفسُ " .
صدمت الأم بتصور ابنتها و
حاولت بعد ذلك تصحيح تصورها و لكنه من صعب إصلاح ما كُسر ، إن هذه الحكاية على
بساطتها تسلط الضوء على أهم أسباب الفشل الدراسي ، أي عدم تحمل المسؤولية ، لأن
أبناءنا يحتاجون التدرب على تحمل المسؤولية من الصغر.