2022/12/29 14:04

في رمضان يكفيك من إعداد الطعام القليل

يكفيك من إعداد الطعام القليل؛ فشهر رمضان شهر عبادة وطاعة، شهر غذاء الأرواح وليس شهر غذاء البطون؛ قال صلى الله عليه وسلم: "ما ملأ ابنُ آدم وعاءً شرًّا من البطن، فإنْ كان لا بد فثُلُثٌ للطعام، وثُلُثٌ للشراب، وثُلُثٌ للنَّفَس"؛ رواه الترمذي، وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يكفي ابن آدم لُقيمات يُقِمْنَ صُلبَه، ولا يُلام على كفاف"؛ (أخرجه مسلم).

رمضان ليس لتنوع الطعام والشراب والملبس، فكثرة الطعام تمرض البدن؛ قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31]، والإسراف في المأكل تحريك لشهوات البطن، وازدياد في الكسل وزيادة في الأمراض، وإعراض عن أداء العبادات، والإسراف في الملبس هو تحريك لشهوة الكبر في قلب الإنسان؛ فلتغتنمي وقت إعداد طعامك في الذكر والتسبيح والاستغفار، لتكن صلاتك في موعدها مؤدية لها بخشوع، ولتقرئي وِردَكِ من القرآن بتدبر، ولتتركي العنان لدموعك، لتتفاعلي مع معاني الآيات القرآنية العظيمة؛ فلكل آية رسالة من رب العباد تقرِّبك من خالقك أكثر فأكثر.

استمعي لدروس أحد الشيوخ والدعاة المفضَّلين لديك؛ ليزيد من ترقيق قلبك، ولتتعايشي مع أسرتك في جو رمضاني جميل، ولتملئيه بأطيب العبادات، ولتكن هناك مسابقة في بيتك على الاجتهاد في العبادة والطاعة، فما أعظمه من شهر! وما أجمله من لقاء! لذا فلتَغتنمي اليوم ولتحييه بالتفكير في كيفية التنويع في عباداتك أنت وأسرتك!