2022/12/29 09:25

اسماء الله الحسنى : الغني

الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ البقرة: ٢٦٧.
وقال تعالى: ﴿ وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ العنكبوت: ٦.
وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ فاطر: ١٥.

-
المعنى:
الغني في لغة العرب: الذي ليس بمحتاجٍ إلى غيره، وهو المستغني عن كلِ ما سواه، الكامل بما له وما عنده، فلا يحتاج معه إلى غيره.
فالله تعالى الغني، غنيٌ عن العالمين، هو الغني بذاته، الذي له الغنى التام المطلق من جميع الوجوه، فلا يتطرَّق لغناه نقصٌ ولا قِلةٌ طرفة عين، لأنه سبحانه بيده خزائن السماوات والأرض، وله ملك كل شيء، ومفاتيح كل شيء، ومقاليد كل شيء، فلا يحتاج إلى أحد، وكل أحد محتاج إليه، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ فاطر: ١٥.
فمِن كمال غِناه سبحانه، أنه يأمر عباده بدعائه وسؤاله، ويعدهم بالإجابة، وهو غني عنهم، قال تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ غافر: ٦٠.
ومن كمال غِناه، أنه لم يتخذ صاحبة ولا ولداً ولا شريكاً في الملك، ولا ولياً من الذل، قال تعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾ الإسراء: ١١١.
ومن كمال غِناه سبحانه، أنه لو سأله كل الخلق، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، فأعطى كل واحد منهم مسألته، ما نقص ذلك من ملك الله شيء، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: (يَا عِبَادِي! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُونِي، فَأَعْطَيْت كُلَّ وَاحِدٍ مَسْأَلَته، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ) رواه مسلم.