ابدأ بالتوبة
* أخي الشاب! لست أتهمُك بنصيحتي إياك أن تبدأ
بالتوبة ، فالتوبة هي بداية الطريق ونهايته ، وهي المنزلة التي يفتقر إليها
السائرون إلى الله في جميع مراحل سفرهم وهجرتهم إليه سبحانه .
* فليست التوبة – إذن – من منازل العصاة
والمخلِّطين فحسب كما يظن كثير من الناس فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم – وهو
سيد الطائعين وإمام العابدين – (( يا أيها الناس ! توبوا إلى الله ، فإني أتوب
إليه في اليوم مائة مرة )) [رواه مسلم].
* ولما أمر الله عباده بالتوبة ناداهم باسم الإيمان
فقال سبحانه : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ النور:31] ، ونحن جميعاً ذوو ذنوب وأخطاء ومخالفات ،
فمن منا لا يخطئ ؟ ومن منا لا يُذنب ؟ ومن منا لا يعصي ؟
* والله سبحانه غفَّار الذنوب ، يبسط يده بالليل
ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، ويفرح بتوبة التائبين
وندم العصاة والمذنبين ، ولذلك فقد جعل سبحانه للتوبة باباً من قِبَلِ المغرب
عرضُه أربعون سنة ، لا يُغْلِقُه حتى تطلع الشمس من مغربها ، كما قال الصادق
المصدوق .[رواه أحمد والترمذي وقال:حسن صحيح ].
* والتوبة – أخي الشاب – أمر سهل ميسور ، ليس فيه
مشقة ، ولا معاناة عمل ، فهي امتناع وندم وعزم ؛ امتناع عن الذنوب والمخالفات ،
وندم على اقترافها في الماضي ، وعزم على عدم العودة إليها في المستقبل .