2022/12/31 11:02

الإسلام والشباب



وإذا تأملنا القرآن والسنة وهما المصدران الأساسيان في التشريع للمسلمين، لوجدنا فيهما اهتماماً خاصاً بمرحلة الشباب، سواء في الثناء وذكر الإنجازات، أو في الإرشاد والتوجيهات الخاصة بهذه المرحلة.

وعلى سبيل المثال نجد أن القرآن الكريم يحدثنا عن الشباب بأنهم هم الذين اتبعوا الرسل وصدقوهم وآمنوا بهم، فهؤلاء أتباع موسى (عليه السلام) يصفهم ربهم بقوله: {فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين}[7]. يخبر تعالى أنه لم يؤمن بموسى عليه السلام مع ما جاء به من البينات والحجج القاطعات، والبراهين الساطعات، إلا قليل من قوم فرعون من الذرية وهم الشباب، لأن من آمن فهو معرض للإيذاء من فرعون وأعوانه، أما هؤلاء الشباب الأقوياء فقد وطنوا أنفسهم على تحمل المتاعب والمشاق في هذا السبيل، وهم يعلمون أن ما أصابهم في سبيل الله سبحانه وتعالى سوف يلاقون عليه أحسن الجزاء.

كما أن القرآن الكريم قد أثنى على فئة من الشباب الذين آمنوا بالله سبحانه وتعالى وكا فأهم على ذلك بزيادة الهدى حين قال سبحانه وتعالى {إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى}[8]. والفتية في اللغة العربية هم الشباب. وهؤلاء الشباب لهم قصة عجيبة ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه، وذكر فيها من الشيء المعجز مالم يحدث لغيرهم.

وأتباع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جلهم من الشباب، فقد آمن به أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) وكان عمره نحواً من ثمان وثلاثين سنة، وعمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أسلم ولم يبلغ الثلاثين من عمره، وكذلك علي وعبد الله بن مسعود، وسعيد بن زيد، ومصعب بن عمير، والأرقم بن أبي الأرقم، وخباب، وعشرات غيرهم، بل مئات كانوا شباباً.