2022/12/31 10:40

محمد جان هندوستاني… عالم أسس “حُجُرات” طاجكستان

محمد جان هندوستاني… عالم أسس “حُجُرات” طاجكستان

محمد جان روستم أوغلو (1892- 1989م) عالم وفقيه إسلامي، ولد في قوقند بأوزبكستان في عائلة متدينة، والده كان فقيها، حفظ محمد جان القرآن الكريم في سن الرابعة عشر، ثم تلقى تعليمه في بخارى وأفغانستان وكشمير والهند في المدرسة الديوبندية، ومن هنا جاء لقبه الهندوستاني، وأتقن اللغات الأوردية والهندية، إضافة للفارسية والعربية والأوزبكية والروسية.

يُعرف بألقاب متعددة منها: محمد جون قوقندي، ومولوي هندُستاني، ومحمد قاري (أي حافظ للقرآن) هندستاني، وحاج هندُستاني، وحضرت مولوي، وحاجي دادا، ودملا هندستاني.

حج بيت الله الحرام عام 1928م مع والده عن طريق الهند، ورجع لوطنه بعد عام، ليُلقى القبض عليه من جانب الشيوعيين عام 1932م ويسجن وينفى لمدة 10 سنوات على ثلاث مرات بتهم ممارسة النشاط الديني المعادي للشيوعية.

استُدعي للخدمة العسكرية عام 1943م، وأرسله السوفيت للمشاركة في الحرب العالمية الثانية، وأصيب في مينسك ببيلاروسيا عام 1944م، وبعد انتهاء الحرب منع من العودة لوطنه، وأصبح إماما في أحد مساجد مدينة دوشانبه، لكن سرعان ما اعتقل عام 1949م بتهمة العمل “ضد النظام السياسي القائم”، ثم نفي لكازاخستان لمدة أربع سنوات، ثم عمل مترجماً  لمدة عامين في قسم المخطوطات في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم في طاجكستان، ترجم خلالها عدة كتب من العربية إلى اللغتين الأوزبكية والفارسية

قام مولوي هندُستاني في فترة الحكم الشيوعي بالسعي الدؤوب بتدرّيس العلوم الشرعية (القرآن والتفسير والفقه والعقيدة والحديث النبوي واللغة العربية..) للفتيان والشباب من خلال شبكة من “الحُجُرات” السرية في بيوت وادي فرغانة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وتخرّج وتعلّم فيها -لديه وعند تلامذته- الآلاف من الطلبة بيهنم علماء وأئمة ونشطاء، مما عرّضه للإعتقال والملاحقة.

كما كتب عدد من الكتب والأشعار والرسائل، أهمها تفسير القرآن الكريم للغة الأوزبكية والذي يقع في 6 مجلدات والذي أنهاه عام 1984م، وتُرجم للغة الطاجيكية، كما سجّل تلامذته دروسه الشرعية على أشرطة كاسيت وفيديو تناقلوها فيما بينهم.

عاش حضرت مولوي ما يقرب من ال 100 عام وتوفي في دوشنبه، وبعد استقلال أوزبكستان قام عدد من الباحثين بالإهتمام بسيرته وتراثه، ونشرت دراسات ومقالات علمية حول تأثيره وأعماله.

كان رحمه الله عالما في الفقه الحنفي، ومصلحا بارزا، ومربيا مؤثرا، ومدرّسا ذو أسلوب مميّز، وكان -وما زال- له مكانة كبيرة في المجتمع المسلم في أوزبكستان وطاجكستان .

المصدر موقع البخاري