2022/12/30 15:22

لا تغمض عينيك عن ولدك


من أهم المطالب في تربية أبناء المسلمين في المهجر أن تكون عيون الآباء والأمهات دائماً مفتوحةً على أبنائهم وبناتهم، إلى أن يصيروا في سن النضوج وتحمل المسؤولية، ذلك لأن أبناء المسلمين المغتربين على شفا جُرُفٍ من التردي في أتون المجتمع المستعر بالمهالك المتكاثرة والمغريات الجاذبة في كل مكان، وبكل وسيلةٍ وفي أي وقتٍ، مما يجعل مهمة التربية والتقويم لأبناء المسلمين مهمةً شاقةً وصعبةً بكل معاني المشقة والصعوبة، وذلك لكثرة الفتن وانشغال الآباء والأمهات بالعمل مع افتراض عدم التلاقي الدائم ولو في المنزل بين الآباء والأبناء، فلكل منهما شأن يشغله ويغنيه.
وقد علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- ألاّ تغفل عيوننا عن أولادنا وبناتنا في الحديث الوارد عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي -صلى الله عليه وسلم قال {أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم } ( رواه المنذري في الترغيب والترهيب 3/115 بإسناد حسن أو صحيح أو ما يقاربهما.
وذلك أمرٌ يستدعي الانشغال بالولد أو الفتاة وخصوصاً في المجتمعات غير الإسلامية التي تَعُجُّ بألوانٍ وصورٍ من الانحرافات النفسية والاجتماعية تبعاً لأنها لا تتميز بالمروءات، ولا تحفظ منظومة القيم ومعايير الأخلاق، وإنما تكون اللذة والشهوة العاجلة هي سيدة الموقف، والفكرة عن الدين والأخلاق فكرةٌ شوهاء مخدرة لا تضبط سلوكاً، ولا تحيي في الإنسان معاني السمو، وقد عاصرنا بعض السلوكيات الشائنة المميزة للمجتمعات الغربية المدعية للتقدم والتحضر، بيد أن الواقع له منطقٌ يتنافر مع هذا الادعاء؛ فهؤلاء غلمانٌ وفتياتٌ يذهبون للمدارس لتلقي العلم واحتواء المعاني الصالحة الكريمة، وإذا بالمسئولين التربويين يوزعون على الفتيان والفتيات ما يسمى \"العازل الطبي\" الذي يحول دون انتقال الأمراض المعدية عندما يلتقي هذا الفتى مع فتاته هذه!!... صورة لا تحتاج إلى تعليق سوى أنها فلسفة مجتمعٍ تجرع كل ألوان العربدة حتى الثُّمَالة، ولهذا فليس غريباً أن تجد طفلةً في الثانية عشرة من عمرها تحمل ولدها بين يديها، شهادةً ناطقةً على سوء التربية في هذه المجتمعات، إضافةً إلى أن الأطفال قد عرفوا طريق المخدرات والشذوذ، ومارسوا كل ما يعن لشهواتهم على أرض الواقع بلا تردد، وهذا كله يحركه الإعلام الداعر في مجتمع لا يعرف الفضيلة من أي طريق!!
فيا أخي المسلم: أهذا مجتمعٌ تترك فيه ولدك أو ابنتك ليكون فريسة التقليد حسب ما ينطق واقعه ؟ أم أن الأحرى بك دائماً أن تلزم أولادك بالمراقبة والنصح وحسن التعهد والتربية، تلك التي انحصرت في الوالدين والمسجد فقط؟