مكانة المرأة المسلمة
جعل الله تعالى الإسلام
ديناً كاملاً، ونعمةً تامّةً امتنّ بها على عباده، حيث قال الله -تعالى- في كتابه
الكريم: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ
نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)، وقد اكتسب الإسلام كماله من
القواعد والأسس الربانية التي جاء من خلالها، فشكلت تلك القواعد في مجموعها منهج
حياةٍ شاملٍ للبشرية كلّها، ومنهجاً يحقق مصالحها، ويهب لمن آمن به واتبعه حياةً
طيبةً، تصان في تلك الحياة كرامته، وعقله، وعرضه، وماله، ونسله، ونفسه، وتطهره من
كلّ مفسدةٍ، وشركٍ وعصيانٍ، ومن تمام عظمة الدين الإسلامي؛ أنّه جاء متوازناً، لم
يطغ فيه جانبٌ على آخرٍ، وأنّه متكاملٌ ليس فيه نقصٌ من إحد الجوانب، فالدين
الإسلامي لم يترك رغبةً جسديةً أو روحيةً للإنسان إلّا يسّر لها أفضل السبل
الموصلة إلى غايته منها، خاطب الدين الإسلامي الإنسان بجميع ملكاته؛ من جسدٍ،
وروحٍ، وعقلٍ، وفكرٍ، وشعورٍ، وشرّع لكلّ عنصرٍ من عناصر المجتمع ما يناسبه، فلم
يغفل عن الرجل ولا عن المرأة، ولا عن الغني ولا عن الفقير، ولا عن القوي ولا عن
الضعيف، بل عامل كلاً منهم بما يناسبه ويصلح له.