حمنة بنت جحش
حَمنة بنت جحش -رضي الله
عنها- هي من الصحابيات الشامخات، وتُعدّ مثالاً عظيماً للنساء المسلمات، وهي ابنة
عمّة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأخت زوجته زينب، وأُمّها أُميمة بنت عبد
المطلب، وفيما يأتي توضيح بعض المعلومات عنها:
زواجها: تزوّجت من الصحابي
مُصعب بن عمير -رضي الله عنه-، وتُوفّي عنها يوم أُحد، ثمّ تزوّجت من أحد
المُبشّرين بالجنّة وهو طلحة بن عُبيد الله.
أولادها: محمد وعمران
ووالدهم هو طلحة، وقد عُرِف ابنها محمد بالسجّاد.
جهادها: كانت حمنة من
المبايعات للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد ضربت أروع الأمثلة في التضحية
والجهاد؛ فقد شاركت في غزوة أُحد وكانت تُداوي الجرحى، وتسقي العطشى، وكانت
مجاهدةً صابرةً محتسبةً عندما فقدت زوجها مُصعب في هذه المعركة، وقد ذكرها ابن سعد
في كتابه الطبقات عندما ذكر أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أطعمها ثلاثين وسقاً
من ثمار خيبر.
كنيتها: هي حمنة بنت جحش بن
رياب، وقيل: حبيبة، وهي ابنة عمّة الرسول -صلى الله عليه وسلم
رواياتها: روت عن الرسول
-صلى الله عليه وسلم- وروى عنها ابنها عمران بن طلحة، وقد جاء ذكرها في حديث
المستحاضة، حيث قالت: (كنتُ أستحاضُ حيضةً كثيرةً شديدةً، فأتيتُ النَّبيَّ -صلَّى
اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- أستفتيهِ وأخبرُه. فوجدتُه في بيتِ أُختي زينبَ بنتِ
جَحْشٍ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّي أُستحاضُ حيضةً كبيرةً شديدةً فما تأمرُني
فيها قد منعتني الصِّيامَ والصَّلاةَ، قالَ: أنعتُ لَك الكُرسُفَ فإنَّهُ يذهبُ
الدَّمَ، قالت: هوَ أكثرُ من ذلِك، قالَ: فتلجَّمي، قالت: هوَ أكثرُ من ذلِك،
قالَ: فاتَّخذي ثوبًا، قلت: هوَ أكثرُ من ذلِك، إنَّما أثجُّ ثجًّا، فقالَ
النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: سآمرُك بأمرينِ أيَّهما صنعتِ أجزأ
عنكِ، فإن قويتِ عليهما فأنتِ أعلمُ)، لكنَّ بعض العلماء شكّ هل المستحاضة حمنة أم
حبيبة، أم أُمّ حبيبة، وأكّدَ أهل السير أنَّها حمنة، وذهب أهل الحديث إلى أنّهما
اثنتان كانتا تستحاضان، ومن الأقوال في ذلك
1- قول أبي نعيم: إنَّ أُمّ حبيبة هي كنية حمنة
وليست امرأة أخرى، ولم يُذكر في الكنى ما يدل على أنّها هي ولا غيرها.
2- قول ابن منده: إنَّ حمنة هي نفسها حبيبة.
3- قول أبي عمر: إنَّهما اثنتان مختلفتان وليست
واحدة، وهما: حمنة بنت جحش، وأختها أم حبيبة بنت جحش، وقال: أم حبيبة، وقيل: أم
حبيب دون هاء، كانت عند عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- وكانت تستحاض هي أيضاً،
وأيَّد هذا القول ابن ماكولا عندما ذكر ابني جحش: عبد الله وعبيد، وأخواتهما
الثلاثة زينب، وحمنة، وأم حبيبة، وأنّهما كانتا تستحاضان، وفي هذا دليل صريح على
أنَّهما كانتا اثنتين.