كما أن للوالدين واجباتٍ
وحقوقاً تجاه أبنائهما، فإن عليهما كذلك واجبات لهم من أجل تنشئةً أبنائهم
وتربيتهم تربيةً صحيحةً وفق ما أمر الله ورسوله، ولذلك عليهما أن يسعيا إلى ترسيخ
مفهوم تقوى الله سبحانه وتعالى وإطاعته في نفوسهم في كلّ حينٍ وفي كل حال يمرون
به، وقد وضع الإسلام عدداً من القواعدَ الأساسيّة لتربية الأبناء ابتداءً من أولى
مراحل حياتهم حتّى يبلغوا سنّ الرّشد ويكونوا بحالة يستغنون فيها عن مساعدة
أبويهم، ومن أهمّ واجبات الآباء تجاه الأبناء ما يأتي:
1- اختيار الأم الصّالحة التي ستقوم بتربية الأبناء
بعد ولادتهم وتُنشئهم وفق قواعد الإسلام وأحكامه، فإنّ اختيار الأم أوّل لبنة توضع
في بناء تربية الأبناء التّربية السّليمة.
وذلك لقوله عليه الصّلاة
والسّلام: (ثلاثةٌ من السَّعادةِ: المرأةُ الصَّالحةُ تراها تعجبُك، وتغيبُ
فتأمنُها على نفسِها ومالِك، والدَّابَّةُ تكونُ وطيئةً فتُلحقُك بأصحابِك،
والدَّارُ تكونُ واسعةً كثيرةَ المرافقِ. وثلاثٌ من الشَّقاءِ: المرأةُ تراها
فتسوءُك وتحملُ لسانَها عليك وإن غبت عنها لم تأمَنْها على نفسِها ومالِك،
والدَّابَّةُ تكونُ قطوفًا فإن ضربتها أتعبتك وإن تركتها لم تُلحِقْك بأصحابِك،
والدَّارُ تكونُ ضيِّقةً قليلةَ المرافقِ)
2- تسمية الأبناء والبنات تسميةً حسنةً.
3- تعليم الأبناء وتربيتهم على القيم والأخلاق
الحسنة والصّفات النّبيلة، وذلك في بداية نشوئهم وابتداء عمر الإدراك لديهم؛ حتى
ينشأوا على الفضائل ويبتعدوا عن الرّذائل والفواحش عند بلوغهم.
4- تعليمهم شيء من القرآن الكريم بتحفيظهم وتفهيمهم
أحاكمه وتفسيره، وتعظيم آيات الله وسُنّة رسوله -عليه الصّلاة والسّلام-، وإطلاعهم
على سيرة الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- وأصحابه، وعلماء الأمّة وقادتها
وعظمائها؛ حتى ينتهجوا نهجهم ويقتدوا بهم.