2022/12/30 15:25

من هو صديق ولدك؟


قالوا في منثور الحكم: قلْ لي من صاحبك، أقلْ لك من أنت.. والصاحب ساحب، وله أكبر الأثر في نفس صديقه خيراً أو شراً، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- قال { المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل } ( رواه البغوي في شرح السنة 6/470 والحديث حسن غريب ) وسنركز في هذه النقطة على شيء هام، وهو ضرورة النظر والتدقيق في أصدقاء أولادنا وبناتنا في بلاد الغربة والسؤال عنهم ومعرفة أخلاقهم وميولهم، فإن كانوا من أهل الخير فنعم الصحبة، وإن كانوا من أهل السوء والشر فيجب على الوالد النصح ومحاولة التفريق بين أولاده وبين أصدقاء السوء بكل وسيلة ممكنة؛ لأن الطبع يسرق من الطبع، وصدق من قال:
منْ جالسَ الجربَ يوماً في أماكنِها لو كان ذا صحةٍ لا يأمن الجربا
على هذا سار العقلاء في كل زمانٍ ومكانٍ، وما أحوج أبناء الإسلام في بلاد الغربة إلى صداقة المسلم للمسلم، وخصوصاً الأنقياء والصالحين منهم، والمتمسكين بشرع الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليس معنى هذا أن نتخذ غير المسلمين أعداء، بل نتعامل معهم بالخير والبر والمشاركة الإيجابية في كل مناسبةٍ، دون اتخاذهم أصدقاء، وذلك لاختلاف معنى الصداقة وحقوقها عند المسلمين وعند غيرهم.
ومن الواجب على راعي الأسرة أن يحول دون قيام الصداقات بين أولاده الذكور وإحدى الفتيات لا من المسلمات ولا من غيرهن، ولا صداقة بين إحدى بناته وأحد الشباب مسلماً كان أو غير مسلم.