المعلم الخامس: أن تكون
التربية هي القائد الحقيقي للإصلاح
فالتربية هي العمل بمختلف
الأساليب والوسائل التي لا تتعارض مع شرعة الإسلام على رعاية الإنسان وتعهده حتى
يصير سيداً في هذه الأرض سيادة محكومة بالعبودية التامة لله رب العالمين(14)، وهي
أداة التغيير الكبرى وأثرها عظيم، وهي الخصيصة المثلى للأبوين في حقهما على الولد
بعد سبب الإيجاد كما قال الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ
إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ
أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا
وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ
الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء:
23-24].
قال السعدي رحمه الله:
"أي أدع لهما بالرحمة أحياءً وأمواتاً، جزاءً على تربيتهما إياك صغيراً.
وفُهم من هذا أنه كلما
ازدادت التربية ازداد الحق، وكذلك من تولى تربية الإنسان في دينه ودنياه، تربية
صالحة غير الأبوين، فإن له على من رباه حق التربية"(15) ا.هـ.