القدوة الحسنة من ضروريات
التربية، فكيف يحرص ابنك على الصلاة وهو يراك تضيَّعها، وكيف يبتعد عن الأغاني
والمجون وهو يرى والدته ملازمة لسماعها ! ثم في صلاحك حفظ لهم في حياتك وبعد
مماتك. وتأمل في قول الله تعالى: ﴿ وكان أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ
أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ﴾
[الكهف:82] فصلاح الأب هذا عمَّ أبناءه بعد موته بسنوات. وليكن لك أجر غرس الإسلام
في نفس طفلك وحرصه على أداء شعائره .
أيها الأب الكريم: إنَّ
أولادك مرآةٌ يعكسون أخلاقك وأعمالك ، إن رأوك معظِّمًا لأبيك وأمك؛ فإنهم
سيعاملونك كذلك، إن رأوك تجالس ذوي التقى والصلاح بعيدًا عن أهل الإجرام والإفساد؛
نفروا من تلك الشلل الفاسدة والمجتمعات الآسنة، إن سمعوا منك كلمات طيبةً وألفاظًا
حسنة؛ كانت ألفاظهم كذلك، وإن سمعوا منك السِّباب واللعان والقبح والفحش في
الأقوال؛ سمعتَ منهم مثل ذلك وأشدّ.