إنّ حكم صلة الرحم واجب على
المسلم، وتكون صلة الرحم من خلال صلة الأشخاص المقرّبين بحسب درجة القرابة من جهة
النسب، أي من جهة الأم والأب، وهؤلاء هم الذين اختصهم الله عز وجل في سوررة
الأنفال بقوله -تعالى-: (وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي
كِتَابِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، فإنّ الأقارب الذين يجب
وصلهم هم: أولاً الآباء والأمهات والأجداد والأولاد وأولادهم، ويأتي بعدهم الأقرب
فالأقرب أي الأخوة وأولادهم، والعمات والأعمام وأبناؤهم، والخالات والأخوال
وأبناؤهم
وقد وردت أحاديث نبوية كثيرة
تحثّ على صلة الرحم، إذ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال عندما سأله
سائل، من أبرّ الناس يا رسول الله؟ فقال النبي: (أمَّك، قال: قلت: ثمَّ من؟ قال
أمَّك قال: قلت: ثمَّ من؟ قال: أمَّك قال: قلتُ: ثمَّ من؟ قال: ثمَّ أباكَ، ثمَّ
الأقربَ، فالأقربَ)، وثبت أن قاطع صلة الرحم لا يدخل الجنّة، فقد قال -صلى الله
عليه وسلم-: (لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ)، فينبغي المحافظة على صلة
الرحم.
وإنّ من فوائد صلة الرحم
أنّها سبب لسعة الرزق والبركة في الأعمال، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن
سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ
رَحِمَهُ)،ومعنى يُنسأ له في أثره؛ أي بقاء ذكره الجميل بعد موته.
