إنّ الأصل في النساء أن
يُكْفَين مؤونة الخروج من بيوتهنّ مما تستدعيه أمور المعيشة :
وهذا ما تتابع عليه أهل
الإسلام جيلاً بعد جيل إلى يومنا هذا ، وهو أنَّ النساء مكتفيات عن الخروج لطلب
المعيشة والتسبّب في الرّزق ، بل إنّ هذا هو الذي كان في الأمم السابقة ، كما
تبيّنه النصوص الواردة في هذا الباب . ومن هذا ما يظهر للمتأمّل في قول الله جلَّ
شأنه في سياق قصة رسوله موسى عليه السلام (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ
عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ
تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ
وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ
رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ )[القصص:23و24]
) فقولهما : ( وأبونا شيخٌ كبير ) أي ما لنا رجلٌ
يقوم بذلك ، فأبونا شيخٌ كبيرٌ قد أضعفه الكِبَرُ فلا يصلح للقيام به ، فهذه الحال
ألجأتنا إلى ما ترى .