ورد فضل الذهاب للمساجد
لأداء الصَّلاة جماعةً فيها مع المسلمين العديد من الفضائل، ففي المشيِ للمساجد
رفعٌ للدرجات، وحَطٌ للسيئات، وكلما كان المسلم أبعد زادت خطواته وزاد أجره،
والدليل على ذلك الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله
عليه وسلم- قال: (الأبعدُ فالأبعدُ منَ المسجدِ أعظمُ أجرًا)، والذهاب والإياب
للمسجد سببٌ لزيادة الأجر والحسنات، وقد حثَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- على
الصّلاة في المساجد فقال: (ألا أدلُّكم على ما يُكفِّرُ اللهُ به الخطايا ويزيدُ
به في الحسناتِ؟ قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ، قال: إسباغُ الوُضوءِ على المكارهِ،
وكثرةُ الخُطَى إلى المساجدِ)، ولهذا كان الترغيب في زيادة الخطوات، وأن يسير
الذاهب للمسجد سيراً على الأقدام
وإنَّ لكلُّ من يخرج للمسجد
مَلَكٌ من الملائكة يبقى معه، فيكون المسلم في ضمان الله -عزوجل-، ودليل ذلك قول
الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ثَلاثةٌ في ضَمانِ اللهِ عزَّ وجلَّ: رَجُلٌ خرَجَ
مِن بَيْتِه إلى مَسجِدٍ مِن مَساجِدِ اللهِ عزَّ وجلَّ)، كما أنَّ ثواب الرجل
الذي يصلّي الفريضة في المسجد يكون أضعاف صلاته لها في المنزل
والمساجد هي الأماكن الدّالة
على دُور عبادة المسلمين، ووجب على المسلمين إشهارها، وهي التي تدلُّ على وجود
المسلمين في البلاد التي تقام فيها المساجد، وتُنصَب فيها المآذن وترتفع فوق دُور
المسلمين، وقد صحّ عن ابن عباس -رضي الله عنه- في وصفه للمساجد: (المساجدُ بيوتُ
اللَّهِ في الأرضِ تضيءُ لأهلِ السَّماءِ كما تضيءُ نجومُ السَّماءِ لأهلِ
الأرضِ)، فالمساجد لها الشَّرف والقيمة العظيمة؛ فهي التي تنير الطريق للمسلمين