2022/12/29 18:03

أهمية المسجد ودوره في حياة الفرد والمجتمع

إنَّ المساجد في ديننا الحنيف لها شأنٌ عظيمٌ، ولقد أولاها الإسلام أهميَّةً كبيرةً، وورد هذا في العديد من الأدلَّة من القرآن الكريم والسنّة النّبوية، والمسجد مَعلَمٌ مرتبطٌ بالإسلام والمسلمين ارتباطاً وثيقاً، حيث قال الله -تعالى- مخاطباً المسلمين: (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)، وتكمن أهميَّة المسجد فيما يأتي:

1-
عدُّ المسجد المكان الذي يؤدِّي به المسلمون أهمَّ أركان الإسلام وثانيها، وهي الصلاة، فيجتمعون فيه خمس مرَّاتٍ في اليوم واللَّيلة، ليؤدُّوا صلاتهم في جماعة كما أمر الله -تعالى- ورسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، وهو المكان الذي يقصده من أراد الاعتكاف والتَّقرب من الله -تعالى- ومناجاته والخلوّ معه

2-
يجتمع المسلمون في المساجد ليس للصّلاة فحسب، بل هي أيضاً مكانٌ لتدارس القرآن الكريم وحفظه، وتعلُّم علومه؛ كأحكام التِّلاوة والتَّجويد وتفسير القرآن الكريم، كما تُقام فيه الدُّروس والمواعظ لتذكير المسلمين بالله -تعالى- وحثِّهم على الأخلاق الفاضلة والتَّمثُّل بها، فينهل المسلمون من المساجد كلَّ ما ينفعهم في دينهم

3-
يعتبر المسجد في الاسلام داراً للإفتاء؛ لأنَّ المساجد لا تخلو من العلماء والفقهاء ومن حلقات العلم، فيقصدها كلُّ من أراد أن يتعلَّم شيئاً من الدِّين، وكذلك من التبس عليه حكمٌ في مسألةٍ ما، أو أراد التَّفقه وتعلُّم علوم الشَّريعة الإسلامية

4-
يجتمع الخصوم لحلِّ مشاكلهم في المسجد، فيسألون شخصاً حكيماً أو إماماً عادلاً فيقضي بينهم بالعدل، كما كان يفعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عندما يأتيه خصمان متنازعان فيحكم بينهما، وكان المسجد مكاناً للتَّقاضي في زمن النَّبيِّ -عليه الصلاة والسّلام- وفي عهد الخلفاء الرَّاشدين، لكنَّه لا يصلح لذلك في زمننا الحالي مع ازدياد أعداد المسلمين، فخُصِّص للقضاء مكان محدَّد غير المسجد

5-
تصقل المساجد شخصيَّة المسلمين وتصنع منهم رجالاً حقيقيّين، قلوبهم مُعلَّقة بالله -تعالى- ولا يخافون لومة لائم، ولكونها المكان الذي يربط الأرض بالسَّماء فقد كانت منبعاً للتُّقاة المُصلحين، كيف لا وقد حوَّلت المساجد أهل الجاهليَّة من جَهلةٍ غليظي القلب إلى صحابةٍ كرامٍ حملوا دين الإسلام على عاتقهم ونشروه في شتى بقاع الأرض.

6-
يعدُّ المسجد المكان الذي كانت تنطلق منه جيوش المسلمين في الغزوات والحروب كافَّة، منطلقين وفاتحين البلدان، فكانت بيوت الله -تعالى- هي منبع نشر الإسلام والقضاء على الشِّرك وتخليص البشريَّة من الظّلم والعبوديَّة

7-
يُعتبر المسجد المكان الذي يقوِّي الأواصر والرَّوابط بين المسلمين، ويحقِّق بينهم المساواة، فيجتمعون كلُّهم على اختلاف أعمارهم وأشكالهم وأصولهم، ويقفون في صفٍّ واحدٍ متماسكين، وتزداد الألفة بينهم وتصفو قلوبهم من البغض والكراهية، ويتفقَّد حاضرهم الغائب.

8-
تعدُّ المساجد ملجأً لكلِّ ملهوفٍ من الفقراء والمساكين، فقد كان رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- يوزِّع عليهم الأموال والغنائم في المسجد، كما فعل مع فقراء قوم مُضَر عندما رأى حالتهم، فخطب بالمسلمين يحثّهم على الصّدقة، ثمَّ أعطاهم ما يكفيهم لسدِّ حاجتهم، كما يفتح المسجد أبوابه للنَّاس في الحروب والكوارث ليلتجئوا فيه، ومن أجل التَّطبُّب والتَّداوي، فقد كان سعد بن معاذ -رضي الله عنه- يُمرَّض في المسجد يوم غزوة الخندق عندما أُصيب