المرأة الإيجابية والدعوة
إلى الخير..
المرأة الإيجابية تدرك أن
العمل لهذا الدين مسئولية الجميع ذكرهم وأنثاهم ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ
وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ فلم يخص الحق عز وجل واجب الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر الرجال دون النساء. وهذا ما تدركه المرأة الإيجابية, ولذلك فهي تستشعر
مسئولياتها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير.. سواء في محيط
بيتها أو خارجه.
فقد روى الإمام ابن كثير ردّ
المرأة على عمر في المسجد في قضية المهور، ورجوعه إلى رأيها علناً.. وقوله:
"أصابت امرأة وأخطأ عمر" رضي الله عنه.. قال الإمام ابن كثير إسنادها
جيد..
ومراجعة عائشة للكثير من
الصحابة في فتاويهم واجتهاداتهم واستدراكها على بعضهم هو من الدعوة التي كانت تقوم
بها النساء..
وأبواب الدعوة إلى الخير عند
المرأة الإيجابية كثيرة يحثها إليها قول الخالق عز وجل: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً
مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾
بيد أننا نذكر ببعض مجالات
الدعوة:
1- العناية بدعوة زوجها وأولادها إلى الخير، وسعيها
لتطهير بيتها من المنكرات وإشاعة الفضائل والمكرمات.. وقد كانت بعض نساء السلف
يقلن لأزواجهن [اتقوا الله فينا ولا تطعمونا الحرام، فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر
على النار].
2- ومن مجالات الدعوة أيضاً: الدعوة في أوساط النساء
سواء في مجالسهن أو في المدارس والجامعات.. تنشر الخير عبر الكلمة الطيبة والقدوة
الصالحة والشريط النافع والنشرة المفيدة..
3- المشاركة في المحاضن التربوية والمدارس الإيمانية
كدور تحفيظ القرآن واللجان النسائية للمؤسسات الخيرية كالندوة العالمية وندوة
الإغاثة.
4- الكتابة في المجلات والصحف.
5- متابعة قضايا الأمة وتقديم ما تستطيعه للمجاهدين
وربط أخواتها النساء بهذه القضايا وإشعارهن بأن لهن دوراً لابد من القيام به لنصرة
الإسلام في أي مكان في العالم.. فإذا سقط وجوب الجهاد القتالي على المرأة فإن
الجهاد المالي قد لا يسقط إن كانت من أهل المال أو تستطيع أن تنصر إخوانها بالمال
كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله..