أذان الفجر :
الواجب على المسلمة إذا
تحققت من طلوع الفجر أن تمسك عن الأكل والشرب , وإذا سمعت المؤذن فمن السنة أن
تردد معه ألفاظ الأذان . ثم تدعو بما ورد ( اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة
القائمة , آت محمداً الوسيلة والفضيلة , وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته , إنك
لا تخلف الميعاد ) لتحصل لها شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم , ثم تصلي راتبة
الفجر , تقرأ في الركعة الأولى : ( قل يأيها الكافرون ) {الكافرون 1 } وفي الثانية
: ( قل هو الله أحد ) الإخلاص 1 } وسنة الفجر ينبغي المحافظة عليها , فلقد كان
المصطفى صلى الله عليه وسلم لا يدعها سفراً ولا حضراً .
روى البخاري ومسلم عن عائشة
– رضي الله عنها – قالت : ( لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل
أشد تعاهداً منه على ركعتي الفجر , والسنة أن تقرأ سورة طويلة من المفصل – إن تيسر
ذلك – وإلا فمما تيسر معها من القرآن .
وبعد الانصراف من صلاة الفجر
تحرص على الأوراد والأذكار التي تقال عقب الصلوات من التسبيح والتهليل والتحميد
والتكبير .
ويمكن للأخت المسلمة الاطلاع
عليها في كتيب : ( صحيح الكلم الطيب ) أو غيره من كتب الأذكار المخرجة , وبعدها
تقرأ أوراد الصباح , لتكون في حرز من الشيطان , وحصن حصين من الشرور والسنة للمسلم
والمسلمة أن يمكث في مصلاه إلى طلوع الشمس , وارتفاعها قيد رمح , يذكر الله –
تعالى – ثم يصلي ركعتين , ليكتب له أجر حجة وعمرة تامة تامة . لما روى مسلم في
صحيحه من حديث جابر بن سمرة : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الفجر
جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس )
ولحديث أنس بن مالك – رضي
الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صلى الغداة في جماعة ثم
قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجةوعمرة قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ( من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم
صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تامة
تامة {رواه الترمذي }
وتشغل في جلوسها بقراءة
القرآن , حفظاً إن كانت حافظة , أو بمراجعة الحفظ , وإلا قرأت من المصحف ما تيسر
لها , وإن لم تكن تعرف القراءة فيمكنها أن تستمع إليها من قارئ أو شريط أو تشتغل
بشيء من الأذكار , ومن ذلك أن تقول : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له
الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) مائة مرة . وبعدها تقول : ( سبحان الله
وبحمده ) مائة مرة . ليحصل لها ما وعد النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين
من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (
من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
قدير , في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب , وكتب له مائة حسنة , ومحيت عنه
مائة سيئة , وكانت له حرزاً من الشيطان في يومه ذلك , حتى يمسي , ولم يأت أحد
بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ) وقال : ( من قال : سبحان الله وبحمده ,
في يوم مائة مرة حطت خطاياه , وإن كانت مثل زبد البحر )
وقول : (لا حول ولا قوة إلا
بالله ) , لأنها كنز من كنوز الجنة , فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى
الأشعري حيث قال له : (( ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ، قلت : بلى يا رسول الله
، قال : قل لا حول ولا قوة إلا بالله )) .
وإن خير ما يقضى به وقت
المسلم والمسلمة ، بأحب الكلام إلى الله ، وهو ما ثبت في المسلم من حديث سمرة بن
جندب رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أحب الكلام إلى
الله تعالى أربع : سبحان الله ، والحمد الله ، ولا إله إلا الله والله أكبر ، لا
يضرك بأيهن بدأت )) .
إلى غير ذلك من الأذكار والأدعية
والأوردة .
وبعد طلوع الشمس وارتفاعها
قيد رمح ، تصلي الصائمة ركعتين ، أو ما شاءت من ركعات ، ثم تأخذ قسطاً من الراحة
والنوم ، ولا تنسى الأذكار الواردة عن النوم ، من قراءة آية الكرسي ، وقولها:
((باسمك اللهم أحيا وأموت )) .
قراءة المعوذات ، والنفث في
اليدين ، ومسح الجسد بيديها ، كما ثبت في الصحيحين عن عائشة – رضي الله عنها - ((
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه ، وقرأ بالمعوذات
، ومسح بهما جسده ))
وقولها : الحمد الله الذي
أطعمنا وسقانا ، وكفانا ، وآوانا ، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوى )) وغيرها كثير .
واحرصي على أن تعلمي أولادك
هذه الأذكار عند نومهم ؛ لأن ذلك من التربية لهم ، والدعوة إلى الله ، وفيها حفظ
لهم وحرز من الشيطان ، وتعويد لهم على طاعة الله .