عدم تهويل الخطأ بحيث يصبح
أكبر من حجمه : كثير من الأخطاء التي تحصل
في البيت تقابل بحجم أكبر من حجم الخطأ الذي حصل , وذلك نتيجة تهويل الأبوين لهذا
الخطأ دون حاجة لذلك , فتكون ردة فعل الأبوين شديدة وقوية وربما تكون عنيفة بعض
الشيء , وهذا ما يشكل إشكالية ذهنية في عقول الأولاد , وربما بعض الاضطرابات
النفسية , وفي قصة جريج الذي أخطأ في إجابته لوالدته فواجهت والدته الخطأ الذي
ارتكبه بخطأ آخر تمثل بالدعاء عليه مثال واضح لتهويل الخطأ بحيث يصبح أكبر من حجمه
فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال : (( لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى , وكان في بني إسرائيل رجل يقال له
جريج كان يصلي جاءته أمه فدعته فقال أجيبها أو أصلي فقالت اللهم لا تمته حتى تريه
وجوه المومسات وكان جريج في صومعته فتعرضت له امرأة وكلمته فأبى فأتت راعيا فأمكنته
من نفسها فولدت غلاما فقالت من جريج فأتوه فكسروا صومعته وأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى
ثم أتى الغلام فقال من أبوك يا غلام قال الراعي قالوا نبني صومعتك من ذهب قال لا
إلا من طين.)) فهذه الحادثة جعلت الأم تضخم
عصيان ولدها , حتى ألجأت نفسها للدعاء عليه , ويا لحظها التعس كانت ساعة الإجابة
التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث : " لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا
تدعوا على خدمكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعة نيل
فيها عطاء فيستجيب لكم " أبو داود عن جابر بن عبد الله