تســليط الضــوء على الصـواب : إن كثيرا من الذين يخطئون لا
يعلمون حجم الخطأ الذي ارتكبوه ولربما لم يعلموا بأنهم قد أخطؤوا, لذلك يصعب على
البعض منهم أن تلومه على الخطأ الذي ارتكبه , فالحل الأمثل في مثل هذه الحالة هو
تسليط الضوء على الصواب و إزالة الغشاوة عن عينه , وتوضيح معالم الحق الغائب عن
ذهنه , وهذا ما فعله النبي عليه السلام لمعاوية ابن الحكم فقد روى الإمام مسلم في
صحيحه عن معاوية بن الحكم السلمي قال بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت وا ثكل أمياه ما شأنكم
تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني سكت فلما صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن
تعليما منه فو الله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني لكنه قال إن هذه الصلاة لا يصلح
فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن " فمعاوية هذا لم يكن يعلم أن
الصلاة لا يصح فيها الكلام والنبي عليه السلام لم يقف عند حدود الخطأ الذي فعله
معاوية رضي الله عنه لكن التصرف النبوي السليم هو تسليط الضوء على الصواب , وبيان
لما يجب أن يفعله في المرات القادمة دون نهر أو لوم أو شتم . وفي البيت إذا وقع الخطأ من
قبل أحد الأطراف فإن من الحلول المتنوعة تسليط الضوء على الصواب وإرشاد المخطئ
إليه فلربما كان غائبا عن ذهنه ولم يقصد فعله أو التلبس به .