الأصدقاء: • تتكون عناصر شخصية الطفل وسلوكياته بواسطة العديد
من المؤثرات، وان كانت الأسرة والمدرسة من أبرز تلك المؤثرات، فجماعة رفاق الطفل
وأصدقاؤه لا تقل في الأهمية عما ذكر، بل قد تفوق تأثيرات الأصدقاء تأثير العوامل
السابقة، ذلك أن جماعة الرفاق تتيح للحدث فرصة تحدى الوالدين من خلال قوة الجماعة
الجديدة التي صار جزءا منها، التي تسانده في إظهار هذا التحدي، إضافة إلى شعوره
أنهم يمدونه بزاد نفسي لا يقدمه له الكبار أو الأطفال... وبهذا تعد طبقة الأقران
احد المصادر المهمة والمفضلة عند المراهقين للإقتداء واستقاء الآراء والأفكار،
ولقد أشار الإسلام لأهمية الرفقة والصداقة وأثرها في حياة الفرد في اكتساب القيم
والسلوكيات والأفكار. فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:"الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" والخليل هو الصديق أو
الرفيق، فإذا كان اثر الصديق يمتد إلى الدين فلا شك أن أثره في سلوكه واتجاهاته
سيكون واضحا وبينا، هذا إذا كان واحدا، فكيف إذا كانت جماعة ؟ فلا شك أن أثرها على
الطفل أو على الحدث سيكون أكبر. • ولا غرابة أن يكون لجماعة للأصدقاء كل ذلك الأثر،
"فالانتماء هو أساس العيش في جماعة اللعب، وهو يتمثل بالقبول المطلق والولاء
المطلق...فالطفل يتعلم في جماعة اللعب كيف يعيش في جو جماعي من نوع جديد، وفى إطار
قواعد اجتماعية جديدة لا سبيل لمخالفتها" والا نبذته الجماعة.