الأسرة: تعد الأسرة المحضن
الأساس الذي يبدأ فيه تشكل الفرد وتكون اتجاهاته وسلوكه بشكل عام، فالأسرة تعد أهم
مؤسسة اجتماعية تؤثر في شخصية الكائن الانسانى، وذلك لأنها تستقبل الوليد الانسانى
أولا, ثم تحافظ عليه خلال أهم فترة من فترات حياته وهى فترة الطفولة, وهى
"الفترة الحرجة في بناء تكوين شخصية الإنسان كما يقرر علماء النفس، وذلك
لأنها فترة بناء وتأسيس". • والى هذا أشار حديث رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو
يمجسانه"ففي البيئة الأسرية يشكل الأبوان الطفل، ويحددان اتجاهاته الرئيسية
وهى الاتجاهات العقدية، فالأسرة تلعب دورا رئيسيا ومهما في رسم شخصية الفرد وسلوكه
وعقائده الباعثة على جميع السلوكيات المتنوعة. وفى الأسرة يتعلم الأطفال "
التحكم في رغباتهم، بل وكبت الميول التي لا توافق المجتمع..ومن هنا فان أسس الضبط
الاجتماعي تغرس بواسطة الوظيفة التربوية في محيط الأسرة". • لذا لا غرابة أن نلحظ اهتمام الباحثين في مجال
انحراف الأحداث بالأسرة، وجعلها من المحاور الرئيسية التي تدور عليها أبحاثهم، في
محاولة اكتشاف أسباب الانحراف والعوامل المؤدية إليه. ومما لاشك فيه أن الأسرة
المفككة عامل رئيسي في انحراف الأحداث وسلوكهم طريق الجنوح، ومحضن مناسب لتخريج
أحداث منحرفين.