دلالة الآية على أنه لا
يكتفى بالخبرة والقوة، وإنما لا بد من الأمانة التي هي ضد الخيانة.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله تعالى: والأمانة ترجع إلى خشية الله ، وألا يشتري بآياته ثمنا قليلا ،
وترك خشية الناس ، وهذه الخصال الثلاث التي اتخذها الله على كل حكم على الناس ، في
قوله تعالى : { فلا تخشوهم واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا } ، { ومن لم يحكم
بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون }
ولهذا قال النبي صلى الله
عليه وسلم : (القضاة ثلاثة : قاضيان في النار ، وقاض في الجنة ، فرجل علم الحق
وقضى بخلافه ، فهو في النار ، ورجل قضى بين الناس على جهل ، فهو في النار ، ورجل
علم الحق وقضى به ، فهو في الجنة ) رواه أهل السنن.
والقاضي اسم لكل من قضى بين
اثنين وحكم بينهما ، سواء كان خليفة أو سلطانا ، أو نائبا ، أو واليا ، أو كان
منصوبا ليقضي بالشرع ، أو نائبا له ، حتى يحكم بين الصبيان في الخطوط ، إذا
تخايروا ، هكذا ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : وهو ظاهر .