للتربيّة الإسلاميّة العديد
من الخصائص، وبيانها فيما يأتي:
1- التكامل والشُمول: التربية الإسلاميّة لها خصائص
فريدة؛ لأنّها جاءت من عند الله -تعالى- العالم بالخلق اللطيّف بهم،[١] كما أنّ
التربية الإسلاميّة تنظر إلى الإنسان نظرة شموليّة لجميع جوانبه الشخصيّة من حيث
أنّه جسم ونفس وعقل والعلاقة التكامُليّة بينهما.
2- الخلق الهادف: الإسلام ينظر إلى التربية على
أنّها جُزءٌ مُهمّ من أنواع العبادة؛ فالمُعلّم يتقرّب لخالقه بتعليم الناس الخير،
والمُتعلّم يعبد خالقه بطلب العلم
3- التوازن والاعتدال: استهداف التربية الإسلامية
للدُنيا والآخرة؛ فأمّا الدُنيا فتربية المسلم على بعض الخصائص والمُعطيات
الأساسيّة المُنظمّة لسلوك الأفراد، وأمّا الآخرة فذلك بتربية الفرد على الإيمان
بالحساب، واستشعاره لمُراقبة الله -تعالى- له في جميع تصرُفاته، قال -تعالى-:
(وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى *
ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى)
4- التدرُّج: الإقتداء بالنبي -عليه الصلاة والسلام-
بالانتقال بالناس من أخلاقهم القديمة إلى أخلاق الإسلام الجديدة، الذي يؤدّي للرفق
بالناس، واستقبالهم للتربيّة الإسلاميّة بكلّ يسر وسهولة بعيداً عن المشقّة؛ لأنّ
عملية التربية والانتقال من الرذائل إلى الفضائل تحتاج إلى وقت حتى يكتسبها
الإنسان ويتخلّى عن رغباته وعاداته السيئة
5- المثاليّة والواقعيّة: التربية الإسلاميّة
مستمدّة من الشريعة الإسلاميّة؛ فقد كرّم الله -تعالى- الإنسان وجعله خليفته في
الأرض، فكان هو المُطالب بالسمو وبلوغ الكمال، كما أنّ التربية الإسلاميّة واقعيّة
من حيث مُراعاتها لجانب الواقع في تطبيق الشريعة، انطلاقاً من قوله -تعالى-: (لا
يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)، فجميع التكاليف والعبادات قامت على
اليُسر والسهولة بعيداً عن المشقّة والحرج، قال -عزّ وجلّ-: (وَمَا جَعَلَ
عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ).
6- المرونة والثبات: الأصول الثابتة في الشريعة لا
تتغيّر؛ لأنّها تُشكل القواعد الأساسيّة لها، وعليها يقوم الأساس للطريق الذي يهدي
الناس لفهم حياتهم وآخرتهم، والمطلوب من المُسلم فهمها وتطبيقها؛ فهي موافقة
لفطرته، وقد بيّنها الله -تعالى- له؛ فقال: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا
فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ
ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)، وممّا
يجعل المرونة واضحة في التربيّة الإسلاميّة؛ القُدرة على الاجتهاد فيها، واستنباط
الأحكام مع تغيّر الظُروف وتطوّرها.
7- العمليّة: التربية الإسلاميّة تحثّ على العمل
الصالح الذي هو الترجمة العمليّة والتطبيقيّة للتربية الإسلاميّة، وتكاملها بين
الإنسان وخالقه، والإنسان والكون والحياة، وبين الإنسان والدّنيا والآخرة؛[١٣] فهي
لا تكتفي بالقول إنّما تنظر إلى العمل والتطبيق العملي؛ لأنّ جميع المبادئ التي
قامت عليها تتطلّب العمل
8- التوازن: التربية الإسلاميّة تدعو إلى الاعتدال
في العبادة، والنظر إلى الدُنيا والآخرة، والبُعد عن الأنانيّة، قال -تعالى-:
(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ
الدُّنْيَا)، وقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يرفض الخروج عن الاعتدال في
العبادات، فقد كان يصوم ويُفطر ويقوم الليل وينام بعضه
9- مُراقبة الله -تعالى-: التربيّة الإسلاميّة تقوم
مُنذ البداية على تربية الفرد على مُراقبة الله -تعالى-، ممّا يؤثر على سلوكه
وأفعاله؛ لعلمه بأنّه مُراقب من خالقه الذي يعلم السرائر، لقوله -تعالى-:
(يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ).
10- عالميّة وإنسانيّة: التربية الإسلاميّة لجميع
البشر ولا تختصّ بفئة مُعيّنة؛ مُستمدةً ذلك من رسالة الإسلام العالميّة؛ فهي
بعيدةٌ عن التعصُّب، وميزان التفاضل فيها تقوى الله -تعالى-، لقوله:
(وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ
اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).