2022/12/29 11:25

خصائص التّربية الإسلاميّة

تمتاز التربية الإسلاميّة بمجموعة من الخصائص التي تكوّن ملامحها العامة، وتبيّن مفهومها الحضاري، وهذه الخصائص على النحو الآتي:

1-
الخلق الهادف:جعل الإسلام التربية من أهم أشكال العبادة، وأسماها قدراً؛ فيُعدّ المُعلّم عابداً لله -تعالى- إذا علّم الناس الخير والصلاح، كما ويعدّ المتعلّم عابداً لله -تعالى- إذا كان مقصوده من التعلّم هو معرفة حقائق الأمور، وقد أكّدت التربية الإسلاميّة على دوام التعليم واستمراريّته مدى الحياة.

2-
الوحدة والشمول: دعت الشريعة الإسلامية جميع الناس إلى التعاون على الخير والبر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فالإسلام يدعو إلى العناية بجميع مجالات المعرفة التي تعود على الفرد والمجتمع بالنفع والفائدة والوحدة، كما تهتم التربية الإسلامية بتنمية جميع جوانب الإنسان بشكل شامل، فهي تحثّ على الاعتناء بالنفس والعقل، بشكل مساوٍ للعناية بالجسد، دون تقصير في أحد الجوانب.

3-
التوازن الدقيق: تقوم التربية الإسلامية على تحقيق التوازن الدقيق في جميع حياة الإنسان؛ فهي تدعو إلى التوازن بين العلم النظري، والتطبيق العملي الذي يعود على الفرد والمجتمع بالنفع، كما حثّوت الفرد المسلم على تحقيق التوازن بين سعيه في دنياه وآخرته، وبيَّنت التوازن الدقيق بين حاجات الفرد والمجتمع، وبين المتطلّبات الماديّة والروحيّة للإنسان.

4-
المرونة: اتّصفت الشريعة الإسلامية بالمرونة ولم تضع في مصادر تشريعها من قرآن أو سنة منهجاً محدداً جامداً يسير عليه الناس، وإنّما فتحت باب الاجتهاد أمام العلماء، وجعلت بناء الأحكام يتأسّس عن طريق استخراج المناهج والقواعد من الظروف المتغيّرة التي يعيشها الناس، ممّا يجعل الشريعة الإسلاميّة واسعة الأفق، وقابلة للتطوّر والتغيير بشكل يلبّي حاجات الناس في واقعهم المعاصر، ويعالج مشاكلهم المستجدّة.

5-
الجمع بين الطابع الفردي والجماعي: تهتمّ التربية الإسلاميّة بتكوين الفرد المسلم الصالح، وتبيّن الأمانة التي يتحمّلها كلّ مسلم أمام الله -تعالى-، وأنّه محاسب على جميع أعماله بعد أن وهبه الله -عزّ وجلّ- عقلاً يفكّر فيه، وأنزل إليه أسباب الهداية من رسل وكتب، وبيَّن له سبيل الخير والشر، كما وتدعو إلى بناء مجتمع يكفل لجميع أفراده حقّ العدل، والمساواة، والتكافؤ، وتوضّح أهميّة التكافل، والوحدة بين الناس؛ فالتربية الإسلامية تعتني بالفرد المسلم، وتعتني كذلك بالبيئة أو المجتمع الذي يعيش فيه، ويكون سبباً في تحديد سلوكه وفِكرِه