الدليل:
قال النبي عليه الصلاة
والسلام: (إنَّ ربَّكم حيِيٌّ كريمٌ، يَسْتَحِي من عبدِه إذا رفعَ يديهِ إليه
يدعوه أن يردَّهما صِفرًا) رواه أبو داود في سننه، وصحّحه الألباني.
وقال النبي صلى الله عليه
وسلم: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سَتِيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ
وَالسَّتْرَ، فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ) رواه أبو داود في
سننه، وصحّحه النووي (خلاصة الأحكام)، وقال الشوكاني: "رجال إسناده رجال
الصحيح" (نيل الأوطار)، وصحّحه الألباني في (صحيح أبي داود).
- المعنى:
الحيي من الحياء، وهو خُلُقٌ
يبعث على اجتناب القبيح من الأقوال والأفعال.
فالله تعالى حييٌّ، كثير
الحياء، وحياؤه سبحانه ليس كحياء المخلوق الذي هو انقباضٌ وتغيرٌ وانكسارٌ وخَجَلٌ
يَعْتري الشخصَ عند خوفِ ما يُعابُ أو يُذمُّ، قال تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ الشورى: ١١، فحياؤه سبحانه لا تدركه
الأفهامُ، ولا تكيِّفهُ العقولُ، هو حياءٌ يليق بكماله وجلاله.
فَوَصْفُ الله بالحياء هو
وَصْفٌ يُمَرُّ كما جاء، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، ويُحمَل
المعنى على ما يليق به سبحانه من صفات الكمال والجمال والجلال، فحياؤه سبحانه
حياءُ كَرَمٍ وبِرٍّ وجُودٍ وجَلالٍ ورحمةٍ وجمال، وحياؤه تَرْك ما لا يتناسب مع
سَعةِ رحمتِه، وكمالِ جُوده وَكَرَمِه، وعظيمِ عفوهِ وحِلمِه.