2022/12/29 10:37

مقتضى اسم الله الحليم وأثره

مقتضى اسم الله الحليم وأثره:
اسم الله الحليم فيه إثباتٌ لصفة الحِلْم لله تعالى على ما يليق بكماله وجلاله.
كما أن هذا الاسم يدل العبد على حقيقة مهمة، وهي أن الله تعالى لما يؤخّر العذاب عن الطغاة والعصاة، فإن ذلك ليس عن عجزٍ أو ضعف، إنما هو بسبب حِلم الله تعالى وإمهاله، ولحكمة هو أعلم بها، فلو أنه عاجلهم بالعقوبة لما بقي أحد على وجه الأرض. قال تعالى: ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ النحل: ٦١.
وبالتالي فإن حِلْم الله تعالى يستوجب محبته، لأن الحليم محبوب، فكيف بمن اتصف بكمال الحِلْم وتمامه وهو الله سبحانه وتعالى.
ومن تمام التعبد باسم الحليم التخلق بصفة الحِلم، فإن خُلُق الحِلم وترك الغضب دليل على العقل وضبط النفس، وهذا الخلق يحبه الله تعالى، وقد قال رسول اللَّه ﷺ لأَشَجِّ عبْدِ الْقَيْس: (إِنَّ فيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ: الحِلْم، وَالأَنَاة) رواه مسلم.