مقتضى اسمي الله الحكيم
الحكم وأثرهما:
ينبغي للمسلم إذا عرف ربه
باسميه الحكيم والحَكَم أن يوقن بأن كل ما في الكون على وفْق حكمته سبحانه وتعالى،
وأنه ما من شيء إلا وقد أحكمه الله وأتقن صنعه، وأنه لم يخلق الكون عبثاً، فلا
تخلو أفعاله من حِكْمة، سواء ظهرت للإنسان أم خفيت.
كما يقتضي هذان الاسمان وجوب
التحاكم إلى الله تعالى، لأن حُكْمَه هو الحق والعدل، قال تعالى: ﴿ وَمَا
اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾ الشورى: ١٠، وقد حذّر
الله تعالى من ترك التحاكم بما أنزل الله، فقال: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا
أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ المائدة: ٤٤، وقال: ﴿ وَمَنْ
لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ المائدة:
٤٥، وقال: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْفَاسِقُونَ ﴾ المائدة: ٤٧.