2022/12/29 09:17

الوصية بإحسان الظن بالله

الوصية بإحسان الظن بالله:
حُسْن الظَّنِّ بِاللَّهِ طريق موصل إلى الجنّة، وهو دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام ، وبرهان على سلامة القلب وطهارة النّفس، ولا يأتي إلّا عن معرفة قدر الله ومدى مغفرته ورحمته ، كما أنه علامة على حسن الخاتمة.

ومن هنا جاءت الوصية به، فعن جابر بن عبد الله قال سمعتُ النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قبل موتِه بثلاثة أيام، يقول:"لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللهِ الظَّنَّ" ([11]).
قال الإِمام النووي (المتوفى: 676هـ): هذا تحذير من القنوط، وحث على الرجاء عند الخاتمة، ومعنى حُسْنِ الظَّنِّ بِاللَّهِ: أنْ يظن أنه يرحمه ويعفو عنه، ويتدبر الآيات والأحاديث الواردة في كرم الله سبحانه وتعالى وعفوه ورحمته، وما وعد به أهل التوحيد وما ينشره من الرحمة لهم يوم القيامة، وفي حالة الصحة يكون خائفاً راجياً، ويكونان سواء، وقيل: يكون الخوف أرجحَ، فإذا دَنَتْ أمارات الموت، غُلِّب الرجاء، لأنَّ مقصود الخوف الانكفافُ عن المعاصي والقبائح، والحرص على الإكثار من الطاعات والأعمال، وقد تعذر ذلك أو معظمه في هذه الحال، فاستُحِب إحسانُ الظن المتضمِّن للافتقار إلى الله تعالى، والإذعان له([12]).