2022/12/29 09:16

الوصية بالمحافظة على الصلاة

الوصية بالمحافظة على الصلاة :
للصلاة في الإسلام مكانة وخصائص متميزة منها: أنها أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي عمود الدين، وأكثر العبادات ذكراً في القرآن، وقد سماها الله تعالى إيماناً، وقد فُرضت على جميع الأنبياء والمرسلين وأتباعهم، وهي مجلبة للرزق، وسبب النصر والتمكين والفلاح، وأول ما يسأل عنه الناس من حقوق الله يوم القيامة ، فهي –بحق- أم العبادات، ولو علم الله عز وجل شيئًا أفضل من الصلاة لما قال: {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ} [آل عمران: 39].

كما أنها آخر وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، وَهُوَ يُغَرْغِرُ بِنَفْسِهِ: "الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ" ([17]).
و(الصَّلَاةَ) بالنصب على الإغراء، والتقدير: راعوها بالمواظبة عليها وأقيموها على وجهها الكامل، فإنها أعظم أركان الإِسلام، ولأنها تكرر كل يوم خمس مرات فكانت مظنة التساهل والإخلال بها ، واحذروا تضييعها وخافوا ما يترتب عليه من العذاب.

(وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) قيل: أراد بهم المماليك (الرقيق والعبيد والخدم)، وأنه قرن التوصية بهم بالتوصية بالصلاة إعلاما بأن وجوب حقه على سيده كوجوب الصلاة ، وقيل: أراد به الزكاة، لأن القرآن والحديث إذا ذكر فيهما الصلاة، فالغالب ذكر الزكاة بعدها. والأولى أنه أراد الأعم الشامل لهما، فأراد بالصلاة العبادات البدنية ونبه بها عليها، وخصها لأنها أشرف العبادات البدنية، وأراد بما ملكت أيمانكم الحقوق المالية([18]).