والمقصود اتخاذ البيت مكانا
للعبادة .
قال الله – عز وجل - :
" وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة
وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين " سورة يونس الآية 87
قال ابن عباس : أمروا أن
يتخذوها مساجد .
قال ابن كثير : " وكان
هذا - والله أعلم – لما اشتد بهم البلاء من قبل فرعون وقومه ، وضيقوا عليهم ،
أمروا بكثرة الصلاة كما قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا استعينوا
بالصبر والصلاة " سورة البقرة الآية 153 . وفي الحديث : " كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى
" " .
وهذا يبين أهمية العبادة في
البيوت وخصوصا في أوقات الاستضعاف ، وكذلك ما يحصل في بعض الأوضاع عندما لا يستطيع
المسلمون إظهار صلاتهم أمام الكفار . ونتذكر في هذا المقام أيضا محراب مريم وهو
مكان عبادتها الذي قال الله فيه : " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها
رزقا " سورة آل عمران الآية 37
وكان الصحابة – رضي الله
عنهم – يحرصون على الصلاة في البيوت – في غير الفريضة – وهذه قصة معبرة في ذلك :
عن محمود بن الربيع الأنصاري ، أن عتبان بن مالك – وهو من أصحاب الرسول صلى الله
عليه و سلم ، وهو ممن شهدوا بدرا من الأنصار- أنه أتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، فقال : يا رسول الله ! قد أنكرت بصري وأنا اصلي لقومي ، فإذا كانت الأمطار
سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم ، وددت يا رسول
الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " سأفعل – إن شاء الله - " . قال عتبان : فغدا رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم
، فأذنت له ، فلم يجلس حتى دخل البيت ، ثم قال : " أين تحب أن أصلي في بيتك ؟
" قال : فأشرت له إلى ناحية من البيت ، فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم
فكبر ، فقمنا فصففنا فصلى ركعتين ثم سلم . رواه البخاري الفتح 1/519