يشهد أطفال الأسر التي
تُعاني من العنف الأسريّ الناشئ بين الوالدين حالةً من الخوف والقلق الدائم تأهباً
لأيّة حالة عنف قد يشهدونها أو يتعرّضون لها، فيتأثّر الأطفال بطرق مختلفة باختلاف
أعمارهم كالآتي
1- الأطفال في سن ما قبل المدرسة: تتمثّل آثار العنف
في ظهور عادات كانت تظهر لديهم في سن مبكرة؛ كالتبول اللإرادي ومصّ الإصبع، كما
تظهر عليهم علامات القلق؛ كالبكاء والأنين المستمر، وعلامات الرعب؛ كالتأتأة
ومحاولة الاختباء، كما يُعانون من صُعوبات في النوم.
2- الأطفال في سن المدرسة: يبدأ الطفل الذي يشهد
حالات عنف أسري في سن المدرسة بالشعور بالذنب ولوم نفسه، ويُصبح أكثر انطوائيةً
فتقل مشاركته في الأنشطة المدرسية، ويقل عدد أصدقائه، كما يقل احترامه لذاته،
ويُلاحظ أيضاً انخفاض في درجاته المدرسية، كما تظهر عليه آثار صحيّة؛ كالصداع
وآلام المعدة.
3- المراهقون: تتمثّل آثار العنف على المراهقين في
ممارسة سلوكيات غير أخلاقية؛ كتعاطي الكحول والمخدرات، كما يظهر لديهم مشاكل في
تكوين الصداقات، ويقل احترامهم لذاتهم، بالإضافة إلى تنمّرهم على الآخرين، كما
تظهر عليهم علامات الاكتئاب والعزلة التي عادةً ما تكون عند الفتيات أكثر من
الفتيان.
آثار العنف الأسري على
الأطفال على المدى الطويل
يكون الفتى الذي شهد عنفاً
ضد والدته أكثر عرضةً لممارسة العنف ضد شركيته في المستقبل بعشرة أضعاف ممّن لم
يشهد عنفاً أسرياً، كما تكون الفتاة التي شهدت عنفاً على والدتها من قِبل والدها
أكثر عرضةً للتعرّض للعنف الجنسي ستّ مرّات من الفتاة التي عاشت في أسرة خالية من
العنف الأسري، أمّا المشاكل الصحيّة التي يُمكن أن تُصيب الأطفال المعرّضين للعنف
عند البلوغ تتمثّل في ظهور مشاكل عقلية، واكتئاب، وقلق، وأمراض القلب، والسكري،
والسّمنة، بالإضافة إلى تدنّي احترام الذات.