تعريف اليقين
" اليقين في اللغة هو العلم الذي لا شك معه. وفي
الاصطلاح: اعتقاد الشيء أنه كذا مع اعتقاد أنه لا يمكن إلا كذا، وهو مطابق للواقع
غير ممكن الزوال. وعند أهل الحقيقة رؤية العيان بقوة الإيمان لا بالحجة والبيان"([1])
إذا من خلال تعريف اليقين
يتضح ، أن اليقين بالله – عز وجل – هو الاعتقاد الجازم بوجوده اعتقادا لا يخالطه
أقل شك ، ولا يتطرق إليه أدني وهم ، فهو اعتقاد راسخ رسوخ الجبال ؛ لذا تتحطم عليه
معاول الشبهات ، وتنكسر دونه مطارق الشكوك
وهذا اليقين هو بغية كل مؤمن
، ومطلب كل مسلم ؛ لأنه يجد في رحابه راحة نفسه ، وطمأنينة قلبه ، وسعادة روحه.
ومنشأ هذه الراحة والسعادة أن الإنسان قد عرف في ظله من خلقه ، ولماذا خلقه ، وما
هو مصيره بعد الموت ، لذلك ارتاح عقله من الفكر ، وقلبه من الشك ، وعندها يتوجه
إليه بالعبادة ، ويخصه بالطاعة
إن أكثر شيء يشوش على الإنسان
عقله وقلبه أن لا يعلم خالقه ولا لماذا خلقه ؛ لذلك يظل يتيه في أودية من الشكوك ،
ويتردد في متاهات من الظنون ، وهذا ما تجده عند الملحد الذي أنكر وجود ربه ، وجحد
نعمه عليه فيظل في صراع مع الشك والقلق إلى أن تكون نهايته في كثير من الأحيان إلى
الانتحار
لذلك كان أكثر ما يحرص عليه
المؤمن أن يبحث عن الوسائل التي تقوي يقينه بربه ، وتملأ قلبه إيمانا به وتصديقا