2022/12/29 08:12

من وسائل اليقين: الدعاء

الدعاء :
الدعاء سلاح من أمضى الأسلحة في تقوية اليقين ، وزيادته في القلب ، وعندما تتضرع إلى الله عز وجل بقلب خاشع ، ونفس صادقة ، وتلح عليه في الدعاء أن يهبك يقينا راسخا رسوخ الجبال فإن الله عز وجل سيحقق رجاءك ، ويعطيك طِلبتك ، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، حيث قال : " سَلُوا اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ، وَالْيَقِينَ فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى "([8]) ، كما كان كان يكثر من الدعاء لله عز وجل أن يهبه اليقين ، ويملأ قلبه ونفسه به ، فعن ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ لِأَصْحَابِهِ: «اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا 000 الحديث([9])

وأخيرا : اليقين مثله مثل النبتة الصغيرة المغروسة في الأرض إن تعهدتها بالسقي والرعاية ، والوقاية من الحشائش الضارة ، والحشرات التى قد تهلكها ، وتأتي عليها فإن هذه النبتة الصغيرة سوف تتعمق جذورها في الأرض ، وتبسُق فروعها في السماء ، أما إذا أهملتها ، وتركتها فريسة لما يضرها ، ويذهب بنضارتها فسوف تموت في مهدها ، وتجتث من أصلها.

فكذلك اليقين في قلبك كلما تعهدته بالوسائل السابق ذكرها كلما تعمقت جذوره ، وقوى عوده ، وصَلُب بنيانه ، واشتدت أركانه ، أما إذا أهملت هذه الوسائل وعرضت قلبك لشبهات المشتبهين ، وشكوك الشاكين ، فسوف تتراكم عليه الشبهات من كل جانب ، وتتعاوره الشكوك من كل ناحية ، فلا تلبث قليلا إلا وقد ذهبت البقية الباقية من يقينك ، وعندها تجد نفسك على شفا الكفر والإلحاد