الدعاء :
الدعاء سلاح من أمضى الأسلحة
في تقوية اليقين ، وزيادته في القلب ، وعندما تتضرع إلى الله عز وجل بقلب خاشع ،
ونفس صادقة ، وتلح عليه في الدعاء أن يهبك يقينا راسخا رسوخ الجبال فإن الله عز
وجل سيحقق رجاءك ، ويعطيك طِلبتك ، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، حيث
قال : " سَلُوا اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ، وَالْيَقِينَ فِي الْآخِرَةِ
وَالْأُولَى
"([8]) ، كما
كان كان يكثر من الدعاء لله عز وجل أن يهبه اليقين ، ويملأ قلبه ونفسه به ، فعن
ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ
لِأَصْحَابِهِ: «اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا
وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ
اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا 000 الحديث([9])
وأخيرا : اليقين مثله مثل
النبتة الصغيرة المغروسة في الأرض إن تعهدتها بالسقي والرعاية ، والوقاية من
الحشائش الضارة ، والحشرات التى قد تهلكها ، وتأتي عليها فإن هذه النبتة الصغيرة
سوف تتعمق جذورها في الأرض ، وتبسُق فروعها في السماء ، أما إذا أهملتها ، وتركتها
فريسة لما يضرها ، ويذهب بنضارتها فسوف تموت في مهدها ، وتجتث من أصلها.
فكذلك اليقين في قلبك كلما
تعهدته بالوسائل السابق ذكرها كلما تعمقت جذوره ، وقوى عوده ، وصَلُب بنيانه ،
واشتدت أركانه ، أما إذا أهملت هذه الوسائل وعرضت قلبك لشبهات المشتبهين ، وشكوك
الشاكين ، فسوف تتراكم عليه الشبهات من كل جانب ، وتتعاوره الشكوك من كل ناحية ،
فلا تلبث قليلا إلا وقد ذهبت البقية الباقية من يقينك ، وعندها تجد نفسك على شفا
الكفر والإلحاد