عدم سماع المتشككين والجلوس
إليهم:
لقد كثر في زماننا الإلحاد
والتشكيك في وجود الله – عز وجل – وأصبح له دعاة يروجون له ، ومواقع على الإنترنت
تدعو إليه ، وأصبح هناك منتديات يجتمع فيها الملحدون لكي يشيعوا باطلهم ، وينشروه
فيما بينهم ، وهنا لابد لكل مؤمن يريد الحفاظ على سلامة قلبه ، وطمأنينة نفسه أن
يمتنع عن السماع لهم ، والجلوس إليهم أو الدخول على مواقعهم حتى لا تعْلَق الشبهات
بقلبه ، وتتوطن الشكوك بعقله ، ويظل يسترسل في مجالستهم حتى تتراكم عليه هذه
الشبهات ، وتتكاثر في قلبه هذه الشكوك حتى يفقد يقينه ، ويضيع منه إيمانه.
لذلك حذرنا الله عز وجل من
مجالسة أمثال هؤلاء ، فقال تعالى (قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ
إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا
تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا
مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ
جَمِيعًا ) النساء140 ، وقال – أيضا- (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي
آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا
يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ
الظَّالِمِينَ ) الأنعام68، فهذه وصية الله عز وجل لنا ، وهو أعلم بطبائع القلوب
وخفايا النفوس ، وهو أعلم أن القلوب سريعة التأثر ، كثيرة التقلب ؛ لذلك ينبغى
الحذر كل الحذر من مجالسة الملحدين والسماع منهم ، والدخول إلى مواقعهم ومنتدياتهم