قراءة سيرة النبي صلى الله
عليه وسلم
إن سيرة النبي – صلى الله
عليه وسلم – مليئة بدلائل نبوته ، ناطقة بصدق رسالته ، فهى رسم تفصيلى لأحداث
حياته ، ومجريات دعوته. فمن يتأملها بصدق قلب ، وصفاء نفس يجد أنه رسول الله حقا ،
وأمينه على وحيه صدقا ، فيها كفاحه في سبيل توطيد أركان دعوته في الأرض ، وجهاده
لرفع لوائها ، وإعلاء منارها ، وفيها بيان لحسن أخلاقه الذى أسر القلوب ، وفيها
عبادته وتبتله لربه ، وفيها معجزاته وفيها تأييد الله – عز وجل - له ونصرته في وقت
الضعف ، حتى أتم الدين ، وبلغ الرسالة ، وبعدما كان فردا وحيدا مات وعدد أصحابه ما
يقارب مائة ألف نفس ، ومازال العدد يتكاثر ، إلى أن وصل الآن مليار ونصف المليار
مسلم
إن أحداث هذه السيرة العطرة
تنطق بلسان الحال ، أن كل هذه الأمور مجتمعة لا يمكن أن تكون إلا لنبي مؤيد من
السماء ، محفوف بالعناية من ربه ومولاه ، وأنه لا يمكن أن يكون موفقا في دعوته ،
مسددا في رسالته إلا بمعونة قدرة فوق قدرة البشر ، وحكمة تعلو حكمة البشر ، ومن
هنا يزداد يقين قارىء سيرته ، ويعلم أن هناك ألطافا خفية ، وقدرة إلهية عبدت له
الطريق ، وذللت له السبيل حتى نصر الله به الدين، وأتم به الرسالة