2022/12/31 18:11

العزاء والصبر في القران الكريم والسنة النبوية

مِنْ احكام العزاء.
اولا: حكم التعزية: التعزية مستحبة عند جميع الفقهاء ،سواء سبقت الدفن ام تلَته، لانها من التعاون على البر والتقوى الذي جاء في كتاب الله ومما ثبت في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صرح النووي وغيره، ولا خلاف في استحبابها كما اشار ابن قدامة.
ولتعزية صاحب المصاب فضل منسي عند الكثير من الناس، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من عزى اخاه المؤمن في مصيبته كساه الله حلة خضراء يحبر بها يوم القيامة، قيل :وما يحبر؟ قال: يغبط).اخرجه ابن ابي شيبة وحسنه الالباني، وكذلك ثبتت احاديث عن الحلة والبرد، او الاجر المساوي لاجر المصاب.

ثانيا: صور التعزية: ان افضل صورة للتعزية هي اختيار النبي عليه الصلاة والسلام، هذا قرار العلماء، وحصل اختياره عندما قبض حفيده فارسل لابنته بقوله : (ان لله ما اخذ وله ما اعطى وكل شيء عنده باجل مسمى فلتصبر ولتحتسب). وهذا لفظ من الالفاظ، فلو قال: (اعظم الله اجرك على مصيبتك...) لكان مستنا بسنة النبي، على اي وجه حسن كان، واهمه ما يدخل في المواساة لا حجر على لفظ وكذلك المُعزَّى.

ثالثا: وقت التعزية: يبدأ وقت التعزية بوقوع المصاب، ولاينتهي وقتها، فمتى ما علم بالمصاب شرع له التعزية، وهذا رأي جمهور الفقهاء، ولمِا بعد الدفن ان كان موتا افضل، لانشغالهم بدفنه ابتداءً ولشعورهم بفراقه انتهاءً، اما لمن علم عند وقوعها ففي الايام الثلاثة الاولى افضل لكراهة تجديد المصاب الذي ينسى غالبا بعد ايامه الثلاث ،وجاز بعدها لمن لم يكن عالما بالمصاب.

رابعا: صنع الطعام: اتفق العلماء على ان صنع الطعام سنة وقربة من القربات ، وهي ان كانت تصنع لاهل الميت، لامر النبي عليه الصلاة والسلام بذلك في ال جعفر رضي الله عنه وارضاه، ففيه الاعانة لهم ،والجبر لقلوبهم، اما صنعه للناس فمكروه عند عامة اهل العلم، الا اذا كانت هناك حاجة في ذلك ملحة على قول اخرين ، كأن يكون القادمون للعزاء من اماكن بعيدة، فيدخل في مدخل الضيافة لهم ، واما الذي يسري مسرى الخيلاء والفخر فمقطوع بحرمته.

خامسا: تغيير الهيئات: كرَّه العلماء تغيير الهيئة لاظهار الحزن وابداء الجزع ، فهو مناف للصبر الواجب على اقدار الله تعالى والاستسلام لقضائه، والاولى بصاحب المصيبة البقاء على سجيته وطبيعته رضا وتسليما.

سادسا: مراثي الاموات وتأبينهم: الرثاء : هو بكاء الميت بعد موته ، ومدحه بتعداد المحاسن، واجاز الجمهور رثاء الاموات بشرط ان يكون مذهبا للاحزان ، مثنيا على الرب سبحانه، فهي اشعار بالرضا عما قضى الله، خاليا مما حرم الشرع مما سبق ذكره ،وينطبق هذا على التأبين فهو مترادف في معناه بالرثاء.