2022/12/31 18:09

حفظ القرآن للجميع.


من بلايا العصر تقسيم المجتمع لفئتين: صالحين، وغير صالحين، أو باللغة الدارجة (مطوع، وغير مطوع)، وهذا أمر ما أنزل الله به من سلطان.
القرآن كتاب هداية للجميع؛ بل إن آيات التدبر خُوطِب بها الكفار، ومن حفظ القرآن غمرته البركة والأجور، ومن يزهد في البركة والأجر؟
فلا تعتقد إن كنت مُفرِّطًا –ومن يسلم من التفريط؟- أن حفظ القرآن ليس لك، أو أنك لا تصلح له؛ بل اقترب منه واحفظه، وسيكون باب هداية وتغيير للأفضل بإذن الله.
حفظ القرآن شرف وفخر ورِفعة في الدنيا والآخرة، وهذه المنزلة يسعى لها المسلم الحصيف، بغض النظر عن التصنيفات.

حامد، شاب عادي، يجلس على رصيف الحارة بلا هدف ولا إنجاز، همه مضاحكة الأصدقاء ولعب الكرة كغيره من الشباب، قرر يومًا أن يُجرِّب حفظ ما تيسر من القرآن بعد أن شعر بظمأ روحه وقَتَله الملل، بدأ، وحفظ، وكلما قطع شوطًا استقامتْ أحواله وزانتْ، أتم حفظه كاملًا، لم تشبع نفسه من مورد القرآن، انتظم في حلقة شيخ مُتقن لينال السند الموصل للنبي صلى الله عليه وسلم، وفعلًا؛ نال ما تمنى، واصل قراءته على المشايخ حتى أتقن الأداء والحفظ بصورة مُلفتة، وِرده اليومي لا يقل عن خمسة أجزاء، وهو الآن مسؤول عن أحد فروع المقرأة القرآنية بجدة!
سبب هذه النقلة الجميلة والكبيرة في حياته= حفظ القرآن.