2022/12/31 16:13

وسائل وأفكار في تربية الصغار

لوسيلةُ الرَّابعةُ :
الدُّعاءُ ، للدُّعاءِ واللُّجوءِ إلى اللهِ عز وجل أثرٌ عجيبٌ في صلاحِ الأولادِ واستقامتِهم ، ولقد كان الأنبياءُ صلواتُ الله وسلامُه عليهم أكثرَ النَّاسِ دعاءً لله بإصلاحِ أولادِهم ، فهذا إبراهيمُ عليه السلام يقولُ كما يخبرُ الله عنه } وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ {[إبراهيم:35]، وهذا زكريَّا يقولُ كما يخبرُ الله عنه أيضاً } قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ { [ آل عمران: 38] ،ويقولُ الله عز وجل على لسانِ إبراهيمِ عليه السلام } رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ{ [ إبراهيم:40] ويخبرُ الله I على لسانِ المؤمنين الصَّالحين } وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا {[ الفرقان:74].

واحذَر أيها الأب، واحذري أيَّتُها الأمُّ من الدُّعاءِ على الأولادِ ، خاصَّةً أنتِ أيَّتُها الأمُّ عندَ الغَضَبِ ، فرُبَّما أطلقَت الأمُّ للسانِها العنانَ في السبِّ واللعنِ !

وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال " ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ " [4] .

وقال صلى الله عليه وسلم " لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ " [5]، وهذا نهيٌ صريحٌ عن الدعاءِ على الأولادِ ، فأكثرُوا أيُّها الآباءُ والأمَّهاتُ من الدُّعاءِ لأولادِكم ، وألِحُّوا عليه بركوعِكُم وسجودِكُم واستعينُوا بالله في تربيَتِهم فإنَّه خيرُ معينٍ ، وإذا استعنتَ فاستَعِن بالله.