الشجار بين الأطفال لا يكاد يخلو منه بيت من البيوت ، وكثيراً ما يستمتع الإخوة
وهم يتشاجرون مع بعضهم البعض ، فهم يتعرفون من خلال تلك المناوشات على إمكاناتهم
ونقاط الضعف والقوة عندهم ، وهم يجربون نشوة الإثارة والإنتصار . ومن أهم أسباب التشاحر
بين الإخوة : الغيرة ، والشعور
بالنقص ، والشعور باضطهاد الكبار وانشغال الأبوين عن الأطفال .
كما أن الأطفال الذكور يحاولون السيطرة على البنات ، وقد يعير الأطفال بعضهم
بعضاً بشكل الجسم أو قِصره أو ضخامته .. فيتشاجرون ، وكثيراً ما يتشاجر الأطفال
لامتلاك بعض اللعب .
وبالطبع فإن تلك المشاجرات تثير أعصاب الأبوين اللذين يصابا بالصدمة حين يعجزان
عن منع تلك المشاجرات ، حتى إن بعض الآباء يشك في قدرته على التربية ، ويُسائل
نفسه كيف لا يستطيع تربية أبناءه من دون شجار ولا خصومات .
وينغي البدء أولاً بدراسة حالة الطفل الصحية فقد يكون سرعة الغضب أو البكاء
اختلالاً في إفرازات الغدة الدرقية أو الشعور بالإجهاد أو الإمساك المزمن نتيجة
سوء التغذية أوغيرها من الأسباب . ماذا أفعل عندما يتشاجر
الأولاد ؟ : 1 ـ إذا كان أحد
الأولاد عرضة للإصابة بأذىً جسدي فعليك أن تتدخل فوراً حتى تمنع الخطر المحدق ،
بأن تنادي عليهم أن يتوقفوا عن الشجار فوراً ، وهذا ما يحدث في شجار الأولاد
عادة ، أم البنات فتميل إلى جولات الصراخ بدلاً من استخدام العضلات . 2 ـ بعد تحقق الهدوء
، حاول أن تقضي وقتاً قصيراً في الاستماع إلى كيف بدأت المعركة ، رغم أن من
المستحيل غالباً أن تصل إلى القصة الصحيحة ، ولكن المهم هو أن تشعرهم أنك محايد
وعادل ، وأنك تسمع لما يجول في صدورهم . 3 ـ إذا لم يكن هناك
ضرب أو استعمال العضلات في النزاع ، فلا حاجة إلى المسارعة للتدخل وحل النزاع ،
فالأولاد يحتاجون لمثل تلك النزاعات والخلافات ، فهم يتعلمون منها أموراً كثيرة
، ولو حاولت منع الشجار تماماً فإنهم سيبحثون عن بديل لتفريغ تلك الطاقة .
وإذا كنت دائم السيطرة على المواقف فهذا يعني أن العلاقة بينهم غير طبيعية ،
ومضبوطة بسلطتك أنت عليهم ، وأنهم سيهجمون على بعضهم عندما تدير ظهرك عنهم ، أو
أن تدوم روح العداء بينهم ، والتي لم يُنَفَّس عنها طوال طفولتهم ، وستكون
العلاقة بينهم ضعيفة حيث يفضلون الانفصال عن بعضهم في أول فرصة .
أما الأولاد الذين يُسمح لهم ببعض الجدال في صغرهم فيصبحون عادة أشد قربا من
بعضهم في كبرهم . 4 ـ تذكر أن الخلاف
بين الأولاد ليس كله ضاراً ، وليس بالسوء الذي يبدو للكبار . 5 ـ أوضح لأبناءك أنك
لست ضد محاولتهم فض الخلاف بأنفسهم ، ولكن ضد الضوضاء التي يصلون إليها لفض
خلافهم ، وإذا كان الخلاف على لعبة فيمكنك أخذ اللعبة منهم جميعاً ، وأخبرهم أنه
يمكن استرجاعها بعد أن يتوصلوا إلى اتفاق ،وقد يحتاج الأمر إلى إرسال كل منهم
إلى مكان أو غرفة لفترة قصيرة . 6 ـ ربما تكون
المشكلة أعسر عندما يكون فارق السن كبيراً بين الأولاد المتنازعين ، ورغم أن
الكبير أقوى من الصغير ، إلا أن الصغير قادرٌ أيضاً على إزعاج الكبير ، وخاصة
أنه قد يحتمي بصغره ، وقد يبالغ الولد في ألمه ودموعه . 7 ـ حاول ألا تنحاز
مع أحد الأولاد ضد الآخر ، أشعِرِ الكبير أن عليه أن يعطف على أخيه الصغير ،
واطلب منه أن يخبرك فوراً إذا كان قد حاول الصبر ولم يتمالك نفسه . 8 ـ ساعد الصغير على
أن يحترم الكبير ، وأن لا يحاول إزعاج الولد الأكبر فينتقم منه . 9 ـ لا تسرع بمعاقبة
المذنب فإن ذلك ينمي بينهم روح الغيظ والإنتقام ، وقد يقع عقابك على البريء فيشك
الطرفان في حكمك في المستقبل . 10 ـ لا تقارن الواحد
منهم بالآخر فتقول لأحدهم : (إن أخاك كان أفضل منك عندما كان في سنك) ، أو ( إنك
على عكس أخيك فهو يطيع من أول مرة أقول له شيئا ) ، فإن ذلك يجعل الولد يشعر
بالذنب من نفسه والغيظ من أخيه ، وإن تكرار هذه المقارنة يجعل الولد يكره التشبه
والإقتداء بأخيه رغم صفاته الحسنة . 11 ـ ولعل من الطرق
المناسبة لإمتصاص ثورة العراك بين الأطفال تحويل نقمتهم إلى نوع من العمل
الإيجابي السليم ، كمساعدة الغير أو دعوتهم إلى مساعدة أمهم أو ما شابه ، ومن
الخطإ أن يتوقع الآباء أن يتصرف الأبناء بعقلية الآباء . 12 ـ على الأم
المحافظة على هدوءها قدر الإمكان أثناء غضب ابنها أو مشاجرته مع إخوته . 13 ـ على الأبوين أن
يكونا قدوة حسنة فيقلعوا عن عصبيتهم وثورتهم لأتفه الأمور أمام الأبناء . 14 ـ لا تدع ابنك يذوق
حلاوة الإنتصار بتحقيق الرغبة التي انفجر باكياً من أجلها وغضب . 15 ـ على الآباء إصلاح
أنفسهم أولاً ، فكثير من حالات التشاجر عند الأطفال مرجعها الآباء أنفسهم ، بسبب
سلوكهم المتَّسم بالحزم المبالغ فيه ، والسيطرة الكاملة على الطفل ، ورغبتهم في
إطاعة أوامرهم طاعة عمياء ، وثورتهم وشجارهم بين بعضهم البعض ( أي الزوجين )
لأتفه الأسباب .
نقله : barrjsss
ناصح للسعادة الأسريـــة
بوركت أخي على هذا النقل الطيب . .
من أهم ما يعين الأبوين على احتواء الشجار والخصومات بين الأبناء - إضافة إلى ما
نقله أخونا الكريم - أمور :
- القدوة في
التعامل أمام الأبناء ، فلايرفع الأب صوته أو يده على الأم والعكس ، وأن يبتعدا
عن السباب والشتام والخصام أما م الأولاد .
لأن مثل هذا يعوّد الطفل على أن ينشأ في جو يسوده الإحترام والتقدير .
- اغمر ابناءك
بالحب وأعدل بينهم في ذلك ، فلا تقبل الصغير بينماالكبير ينتظر منك قبلة أخرى !
ولا تشتر لعبة للبنت على حساب أخيها الذي يكبرها على أنه أعقل منها !!!
هذا العدل يخلق جو من التآلف بين الأبناء وعدم الاعتداء بعضهم على بعض .
- علّم ابناءك على
أن يلتزم كل واحد منهم حدود ما يخصّه ، فلا يعتدي على مقتنيات غيره ، عادة
يتعاطف الأباء مع الصغير حين يعتدي على ممتلكات الكبير . . ويحاولون إقناع
الكبير بالرضا !!!
هذا الأمر وإن كان وجد رضا مؤقت عند الكبير لكنه يولّك في النفس أثر الشعور
بالإنهزامية والعدوانية !!
- علّم الصغير كيف
يحترم الكبير ، في تقديمه عند الأكل أو الشراب وتعويد البناء على مثل هذا
الإحترام ، وفي المقابل علّم الكبير كيف يرحم الصغير بالمساعدة والعطف والبذل .
- أشغل ابناءك بما
يفيد ، ولا تجمع البيض في سلة واحدة !!!
تربية الأبناء متعة لا يجد لذتها إلا من استعذب صراخها وبكاءها !!