المسألة الثالثة : إذا تاب
العبد فهل يرجع إلى ما كان عليه قبل الذنب؟
للتوبة ثمرتان، إحداهما:
تكفير السيئات حتى يصير كمن لا ذنب له.
والثانية: نيل الدرجات حتى
يصير حبيبا، وللتكفير أيضا درجات، فبعضه محو لأصل الذنب بالكلية، وبعضه تخفيف له،
ويتفاوت ذلك بتفاوت درجات التوبة([4]).
أما بالنسبة لحال العبد بعد
التوبة- مقارنة بحالة قبل الذنب- فقد ناقش العلامة ابن القيم هذه المسألة ، ثم قال
بعد سياق حجة الفريقين: سَمِعتُ شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يحكي هذا
الخلاف، ثم قال: والصحيح أن من التائبين من لا يعود إلى درجته، ومنهم من يعود
إليها، ومنهم من يعود إلى أعلى منها، فيصير خيرا مما كان قبل الذنب، وكان داود بعد
التوبة خيرا منه قبل الخطيئة.
قال: وهذا بحسب حال التائب
بعد توبته، وجده وعزمه، وحذره وتشميره فإن كان ذلك أعظم مما كان له قبل الذنب عاد
خيرا مما كان وأعلى درجة، وإن كان مثله عاد إلى مثل حاله، وإن كان دونه لم يعد إلى
درجته، وكان منحطا عنها، وهذا الذي ذكره هو فصل النزاع في هذه المسألة