المسألة الأولى : التَّوْبَة
إِذا اسْتُجْمِعَتْ شروطها فَهِيَ صحيحة مَقْبولة
من أسماء الله الحسنى :
التَّوَّاب ، ومعناه: الذي يتوب على عباده التائبين، أولاً: بتوفيقهم للتوبة
والإقبال بقلوبهم إليه، وثانيًا: بقبول توبتهم ، والعفو عن خطاياهم ، قال سبحانه :
(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى)
)طـه:82( ، و قال تعالى {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ
وَيَعْفُو عن السيئات} (الشورى: 25)، وقال: {غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب}
(غافر: 3)، والآيات والأحاديث في هذا كثيرة جدا.
قال الإمام النووي ، قال
العلماء: التوبة واجبة من كل ذنْبٍ، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى
لا تتعلَّق بحقِّ آدميٍّ؛ فلها ثلاثة شروط:
أحدها: أن يُقلِع عن المعصية.
والثاني: أن يندم على
فِعْلِها.
والثالث: أن يعزم ألَّا يعود
إليها أبدًا.
فإن فَقَدَ أحدَ الثلاثة لم
تصحُّ توبتُه.
وإن كانت المعصية تتعلَّق
بآدمي، فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يبْرَأ من حَقِّ صاحبِها؛ فإن كانت مالًا
أو نحوه ردَّه إليه، وإن كانت حدَّ قَذْفٍ ونحوه مكَّنَه منه أو طَلَبَ عَفْوَه،
وإن كانت غِيبةً استحلَّه منها، ويجب أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضِها
صحَّتْ توبتُه عند أهل الحق من ذلك الذنب، وبقي عليه الباقي