2022/12/29 06:53

التكبر والغرور وإعجاب المرء بنفسه.

التكبر والغرور وإعجاب المرء بنفسه.
عن ابن عمر أنّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ثَلاثٌ مُهْلِكاتٌ وَثَلاثٌ مُنْجِياتٌ وَثَلاَثٌ كَفَّاراتٌ وَثَلاثٌ دَرَجاتٌ : فأمَّا المُهْلِكَاتُ: فَشُحٌ مُطاعٌ وَهَوىً مُتَّبَعٌ واعْجابُ المَرْءِ بِنَفْسِهِ([3]).
ومعنى إعجاب المرء بنفسه: أي تحسين كل أحد نفسه على غيره وإن كان قبيحا، وعرفه القرطبي بأنه: ملاحظة نفسه بعين الكمال مع النسيان لنعمة الله ، وقال عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: " التَّوْفِيقُ خَيْرُ قَائِدٍ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ خَيْرُ قَرِينٍ، وَالْعَقْلُ خَيْرُ صَاحِبٍ، وَالْأَدَبُ خَيْرُ مِيرَاثٍ، وَلَا وَحْشَةَ أَشَدُّ مِنَ الْعُجْبِ ([4]).
فثمرة العجب الهلاك، قال أبو حامد الغزالي (ت: 505هـ) "ومن آفات العُجْب أنه يحجب عن التوفيق والتأييد من الله تعالى، فإن المُعْجب مخذول، فإذا انقطع عن العبد التأييد والتوفيق فما أسرع ما يَهلك، وكما قيل: كم سراجٌ قد أطفأته الريح؟ وكم عابدٌ أفسده العُجب؟".([5]).
قال ابن حجر الهيتمي (ت: 974هـ): الحامل على التكبر هو اعتقاد كمال تميزه على الغير بعلم أو عمل أو نسب أو مال أو جمال أو جاه أو قوة أو كثرة أتباع، فالتكبر أسرع إلى العلماء الذين لم يمنحوا نور التوفيق منه إلى غيرهم،... فالجاهل العامي إذا تواضع وذل هيبة لله وخوفا منه فقد أطاع بقلبه فهو أطوع من العالم المتكبر والعابد المعجب([6]).