اتباع الهوى:
الهوى: ميل النفس إلى ما تحب
من غير الإصغاء لحكم الشريعة فيه.
والهوى: سبب في الزيغ
والإنحراف والضلال، ويشهد لهذا قوله تعالى): وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ
عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ))ص: 26( ، أي: لا تَمِلْ مع أهواء نفسك وحظوظها، فيصرفك الله
عن الدلائل الدالة على الحق.
وقال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ
مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ} [القصص: 50].
وقال عَلِيُّ بْنُ أَبِي
طَالِبٍ رضي الله عنه : الهوى شريك العمى، وقال أيضا: إنَّمَا أَخَافُ عَلَيْكُمَ
اثْنَتَيْنِ: طُولَ الأَمَلِ، وَاتِّبَاعَ الْهَوَى؛ فَإِنَّ طُولَ الأَمَلِ
يُنْسِي الآخِرَةَ، وَإِنَّ اتِّبَاعَ الْهَوَى يَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ.
وقال الفُضيل بْن عِيَاضٍ:
من استحوذ عليه الهوى واتباع الشهوات انقطعت عنه موارد التوفيق.
وقال رجل للحسن البصري : أي
الجهاد أفضل؟ قال : جهادك هواك.
وقال ابنُ القيم رحمه الله:
سَمِعتُ رجلًا يقولُ لشيخِنا ابنِ تيمية: إذا خان الرجلُ في نقد الدَّراهم (أي في
عَدِّها وتمييز الصحيح من المغشوش)؛ سَلَبَه اللهُ معرفةَ النَّقد، أو نَسِيَه.
فقال الشيخُ: هكذا مَنْ خان اللهَ تعالى ورسولَه في مسائلِ العلم([1]).
ولِلْعُلَمَاءِ فِي ذَمِّ
الهَوَى ومُخَالَفَتِهِ كُتُبٌ وأبواب.