سيطرة الموروثات والتقاليد
الشعبية على مداخل التفكير لدى معظم الناس ؛ وتلك الموروثات تنظر إلى الإكثار من
طرح الأسئلة على أنه دليل الجهل وقلة الخبرة . كما أن المبادرة إلى الإجابة على أي
سؤال يُطرح تعطي انطباعاً معاكساً ؛ ولذا فإن من الملاحظ أنه حين يطرح سؤال يتعلق
بالصحة مثلاً وفي المجلس طبيب فإن أكثر من شخص يجيب قبل أن يتمكن الطبيب من إبداء
رأيه !
وهذه الوضعية ذاتها تشجع
الناس أيضاً على أن يجيبوا أنفسهم على التساؤلات التي تثور في أذهانهم بعيداً عما
في الكتب ، وعما لدى أهل العلم ، وهذا يؤدي بهم إلى أن يشعروا بنوع من الامتلاء
الكاذب ، ويكونون بذلك كمن يتجشأ من غير شبع !