من المكاسب المحرمة ما يكسبه
الإنسان عن طريق الاحتيال أو الغش، ومن الغش عدم الإفصاح عما في السلعة من عيوب
تنقص قيمتها، وهذا يقع كثيرًا في تعامل الناس مع بعضهم طمعًا في الحصول على أكبر
قدر من المال، وإن كان ذلك بالإضرار بالغير.
فاتَّق الله يا عبد الله،
ولا ترضَ لغيرك ما لا ترضاه لنفسك، واعلم أن البركة في الصدق والأمانة، وأما كتمان
العيب في السلعة، فهو سبب لمحق البركة في المال، وإن كان ظاهره الكثرة.
وفي صحيح مسلم أنَّ رَسولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ علَى صُبْرَةِ طَعامٍ، فأدْخَلَ يَدَهُ
فيها، فَنالَتْ أصابِعُهُ بَلَلًا، فقالَ: ما هذا يا صاحِبَ الطَّعامِ؟ قالَ:
أصابَتْهُ السَّماءُ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعامِ
كَيْ يَراهُ النَّاسُ، مَن غَشَّ فليسَ مِنِّي))، وفي رواية: ((مَن غَشَّنا فليسَ
مِنَّا)).